جميل أن يعود الكاتب إلى قلمه فيريق مداده بشغف ومحبة على السطور، وأجمل منه أن يبدأ هذه الكتابة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في واحدة من عطاياه، وفي درس له من المعاني ما لا يمكن الإحاطة به.
بالأمس القريب وضع يحفظه الله حجر الأساس لجامعة البنات بالرياض ليفي بوعد قطعه على نفسه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً حين قال لي (أبشري فقد تم إقرار فتح جامعة للبنات).
ولأنه ما من أحد يجملُ نسبة الجامعة إليه كانتسابها لاسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إلا أن الإيثار الذي جُبلت عليه نفس عبدالله بن عبدالعزيز غدا لنا درساً فيه الكثير من المعاني والقيم.. فهذه الجامعة حلم المرأة السعودية وحقها الطبيعي في سبيلها إلى العلم وخدمة الوطن.
قد تحققت بكلمة سامية وبيد طاهرة، وبوفاء منقطع النظير من ملك له رؤية متميزة، وقلب فريد في نبضه ولهفته على أهله ووطنه، فقد صدر أمره السامي بأن تسمى الجامعة باسم نورة بنت عبدالرحمن -يرحمها الله- شقيقة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وفي هذا ما يعني إضافة إلى صلة الرحمة الخاصة، تكريماً للمرأة لا يتقنه أحد مثل خادم الحرمين الشريفين أما نورة بنت عبدالرحمن فهي رمز المرأة السعودية الحقيقية التي وقفت إلى جانب الملك المؤسس بكل وعيها وحصافة رأيها وحرصها على الوطن وأهله، إذ كانت القلب الرؤوف الذي يتلمس حاجات المواطن السعودي رجلا كان أو امرأة وتعمل على سد تلك الحاجات وسبر غور أصحابها، إلى درجة أنها أصبحت مرجعاً إنسانياً لكل من ألفى في نفسه حاجة يخشى أو يتحرج من البوح بها فكانت هي وسيط الخير عند ملك الخير الذي كانت مهابته تحول بين البعض وعرض حاجته أمامه.
نورة بنت عبدالرحمن تستحق أن يدون باسمها أول جامعة حكومية باسم امرأة مثلما تستحق من كل السعوديين التقدير والاعتزاز.
نعم تستحق نورة أن يخلد اسمها على صرح أكاديمي سعودي، لأن هذا الاسم كان مبعث فخر ورمز سمو عند الملك عبدالعزيز حين كان ينتخي ويقول (أنا أخو نورة).
نورة بنت عبدالرحمن تكرس سمو اسم المرأة السعودية وتورث أبناءها وأحفادها فخراً وأنفة، لأنه حين يذكر اسم نورة، فسوف يحضر العلم والإنسانية والشأن، ومعنى أن تكون المرأة سعودية، وذلك لعمري أبلغ الردود على هؤلاء الذين يتحرجون من ذكر أسماء أمهاتهم أو زوجاتهم أو أخواتهم.. وتاليتها؟!!.