اليوم نحن نعايش حرب اتصالات تشبه حرب الألبان التي دارت رحاها قبل سنوات.. وصار لتر الحليب بنصف ريال.. وفلَّست مشاريع ألبان وأوشكت شركات أخرى على الإفلاس.. وتضرّر من تضرّر حتى جلست شركات الألبان على مائدة المفاوضات عدة مرات.. واتفقت على الأسعار وصنعت شيئاً يشبه (أوبك) يضمن حداً أدنى للأسعار ويضمن بقاءها على قيد الحياة.. ويضمن استمرار تدفق الألبان بسلاسة وبأسعار معقولة.
** قبل سنوات.. صار اللبن ببلاش.. وهكذا الحليب ومشتقاته.. وكدنا أن نفقد هذا الغذاء الرئيسي لو استمرت الحرب بيد شركات الألبان.
** اليوم.. الحرب دارت بين شركات الاتصالات وصار الاتصال المحلي والدولي أشبه بالمجان.. وبعد أن دفعنا خلال العقود الماضية مبالغ خيالية.. على خدمات الاتصال.. صار الاتصال اليوم أشبه بالمجان.. واستفاد من هذه الحرب.. الأجانب أكثر من السعوديين.. لأن التخفيض الأكبر كان للاتصال الدولي.. ومن الطبيعي أنه يندر اتصال السعودي وبالذات صاحب الدخل المحدود خارجياً.. أما الأجانب فلهم أقاربهم هناك.. ويتصلون بشكل شبه يومي.
** فالاستفادة من خدمات الاتصال.. اقتصرت على الأجانب فقط.. والمواطن كانت نسبة استفادته.. ضئيلة.
** أعود وأقول.. إلى متى هذه الحرب؟
** وهل يمكن أن تستمر بهذه الشراسة؟
** نعم.. نحن استفدنا.. ولكن استفادتنا نسبية.. وصارت الاستفادة الأكبر للأجانب.
** ليت هناك شركة كهرباء أخرى تريحنا من احتكار شركة الكهرباء وتحكماتها في التعامل مع الزبائن.
** في ظل وجود شركات وليدة وجديدة.. سيستمر التنافس في الخدمات التي تُقدم للمواطن وهذه هي أبرز فوائد وجود شركات منافسة.. ولكن نتمنى لو أن الفائدة الأكبر.. لأبناء الوطن بدلاً من أن يكلم بعض الأجانب ساعتين وثلاثاً وخمس ساعات بخمسة ريالات.. لبلدان بعيدة وقد كان سعر هذه المكالمة آلاف الريالات.
** إلى متى ستستمر حرب الأسعار بين شركات الاتصال؟
** وماذا يحمل المستقبل لنا.. من مفاجآت؟
** وليت حرب الأسعار.. تنتقل إلى شركات الأدوية والأغذية وشركات أخرى.. تقدّم خدمات للمواطن.. بدلاً من الغش والجشع.
** أقول.. يا ليت.. و(وش عندنا غير كلمة.. يا ليت؟!).