جدة - الجزيرة
شدد المشاركون في جلسات الملتقى العلمي الأول لمراكز التوحد في الوطن العربي الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر الجاري بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة على أهمية تكاتف جهود الشعوب والحكومات بهدف تحسين وتطوير الخدمات المقدمة لفئة اضطراب التوحد مطالبين أن تكون أوراق العمل التي يقدمها الملتقى الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز أرضية يمكن الاعتماد عليها خلال الفترة المقبلة.
وتضمن الملتقى الذي انطلقت جلساته العلمية أمس -الاثنين- أوراق عمل وملصقات بحثية وورش عمل تتعلق بمجال التوحد ومجالات التأهيل المختلفة في حضور ممثلين عن 20 دولة عربية وعدد كبير من الخبراء والأطباء والمتخصصين في مرض التوحد.
وطالب المشاركون في الجلسات العلمية بوضع معايير ومواصفات لتأسيس مراكز أطفال التوحد، تتضمن مواصفات بيئية وتركز على نوعية الخدمة والبرامج والخدمات التشخيصية، مشددين على ضرورة أن يكون ذلك من جهات مسؤولة حتى تكون الخدمة شاملة وعلى أفضل المستويات لعرض وتطوير مهارات الطفل التوحدي.
واستعرضت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى ورئيسة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة (واقع خدمات التوحد في السعودية ونظرة للمستقبل)، مؤكدة أن الخدمات المقدمة من القطاعات الرسمية والأهلية تنامت في السنوات الأخيرة بشكل واضح، حيث تبنت الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية تأسيس فصول خاصة بهم تحت مسمى (فصول الأصدقاء) في عام 1993م، حتى تم تحويله إلى مركز متخصص.
وكشفت أن أبرز المشاكل التي تواجه قضية اضطراب التوحد في المملكة تتلخص في التشخيص ونقص الكوادر البشرية المدربة وقلة المراكز التي تقدم البرامج العلاجية التربوية للتوحديين ونقص الإمكانات المادية وعدم وجود الإحصائيات الدقيقة ونقص الوعي لدى أسر الأطفال التوحديين، علاوة على نقص الوسائل والمعدات اللازمة لبرامج العلاج التربوي في المملكة أو قلة الخبرة في تقديم البرامج التعليمية وقلة المراكز الأهلية الرجالية الخاصة بالتوحد.
وألمحت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز إلى الجهود الحكومية التي برزت في إقرار المشروع الوطني للتوعية والتدريب حول اضطرابات التوحد بأمر من خادم الحرمين الشريفين في العام قبل الماضي، واعتماد التوحد إعاقة ضمن الإعاقات من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، كما افتتحت إدارة حكومية متخصصة في التوحد بوزارة التربية والتعليم وتبني الابتعاث لدراسة الاختصاصات الخاصة باضطراب التوحد في الماجستير والدكتوراه.