رياضة كرة القدم لعبة عالمية منظمة لها مكانتها وأهميتها وتأثيرها على جميع أطياف المجتمعات البشرية في جميع أنحاء العالم محلياً وإقليمياً وعالمياً، ولو بحثنا عن السر الحقيقي لتقدم هذه اللعبة وتطورها لوجدنا أن الأنظمة الصارمة والقوانين الثابتة النافذة واللوائح الفاضحة والمحددة سر من أسرار ديمومة كرة القدم وتوهجها. ولا أدل على ذلك من تقدم الكرة الأوروبية وتفوقها نظاماً وثباتاً ووضوحاً في اللوائح. لا يتجرأ كائن من كان على تغيير النظام أو تحوير القوانين أو تبديل اللوائح وتهميشها. أما النظام الكروي في محيطنا العربي فله قواميسه المشتركة وقوانينه المتأرجحة ولوائحه العائمة. عانينا في عالمنا العربي الكروي من ضبابية الرؤية في النظم والقوانين واللوائح. حتى بعد أن دلفنا (عالم الاحتراف الكروي) واستغرقنا فيه حقبة من الزمن وهي فترة أعتقد أنها كافية لصياغة اللوائح وفق المعطيات الخاصة والثابتة والمميزة ل(لفيفا) بعيداً عن الاجتهادات والتوصيات المتباينة والمختلفة لحالات متماثلة. سئمنا من تكرارها.
السؤال الأهم الذي يشغل بال اللاعب المحترف متى يكون الأمر واضحاً له كمحترف من حيث العقد واحترام بنوده بما في ذلك الحرية الكاملة بعد انتهاء العقد لماذا لا يقاس محترفينا تعاملاً بما يعامل به المحترفين في الدول المتقدمة. أم أن الإحباط والتثبيط ينتظرهم أينما حلو وارتحلوا وبالتالي تسلب حقوقهم النظامية التي كفلها لهم الاحتراف. وتهميش رغباتهم واختياراتهم وقد يصل الأمر بأن تجعل بعض إدارات الأندية (اللاعب المحترف) كالدمية. تتقاذفها الأهواء والانتماءات وهو لا يملك من الأمر شيئاً لتحديد مصيره والبحث عن مصلحته وبناء مستقبله. كلاعب محترف له عقد يبدأ وينتهي برغبته الاحترافية كاملة. ومنها حريته في البحث عن الأفضل مادياً أو فنياً بعد انتهاء عقده.
أليست هذه أبسط حقوق اللاعب المحترف؟.. والأمل أن نطبقها وأن يأخذ كل لاعب حقه حتى يحقق طموحاته.
إبراهيم المحيميد - بريدة