اختيار الديمقراطي باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية حدث تاريخي كونه أول رئيس لهذه البلاد من أصل إفريقي. لكن الأهم من ذلك، وخاصة بالنسبة لنا في المنطقة العربية، ماذا بعد اختياره رئيسا بالنسبة لقضايانا، وكيف سيكون التغيير الذي بشر به أوباما طوال حملته الانتخابية؟.
هذا التغيير كان عنوانا كبيرا ساقه إلى البيت البيض عبر أصوات أولئك التواقين إلى التغيير والتخلص من حقبة الجمهوريين، وخاصة أنهم ضمنوا للديمقراطيين، ليس السيطرة على البيت الأبيض فحسب، وإنما أيضا السيطرة على الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب.
وفي الحقيقة أن التغيير، ليس مطلبا أمريكيا فقط، وإنما هو مطلب عالمي، لأن أمريكا في السنوات الماضية، لم توفق في كثير من سياساتها، بسبب هيمنة فكر المحافظين الجدد على إدارة الرئيس الحالي جورج بوش الابن.
ولا شك في أن هذا الفكر خلق عددا من الصراعات الدولية، وتجاوز كثيرا من المبادئ الإنسانية في إطار ما أسماه الحرب على الإرهاب!.
أوباما وفي أول خطاب له بعد انتخابه وأمام قرابة 65 ألفا من أنصاره المبتهجين بفوزه، قال: (التغيير آت في الولايات المتحدة).
وقد يشمل هذا التغيير السياسة الخارجية لأقوى دولة في العالم إذ إنه وعد بإنهاء الحرب على العراق والبدء في سحب القوات الأمريكية منها فورا.
وهذا لا شك تغيير، ومع ذلك قال أوباما إنه سيبقي على قوة أمريكية في العراق للقيام بمهمات مكافحة المسلحين وحماية الأمريكيين.
وهذا الاستثناء قد يعني قوة أمريكية صغيرة محددة المهام، وقد يكون أيضا خط رجعة عن هذا الوعد!.
كذلك أيد أوباما بدء حوار مع إيران بدون شروط مسبقة، وهو بذلك يريد تخفيف الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط، وتجنيبها الحروب، التي أثقلت كاهل حكومات وشعوب هذه المنطقة، وليس هذا حرصا على مصلحة هذه المنطقة، ولكنه بالدرجة الأولى حرص على مصالح أمريكا، وصورتها التي تأثرت كثيرا بسبب كثرة الصراعات والأزمات التي جرتها عليها إدارة بوش.
ولكن في الوقت نفسه يقدم لإيران عرضا مشروطا بتخليها عن برنامجها النووي و(دعمها للإرهاب).
ولكن أليس أصل المشكلة هو تشبث إيران بالبرنامج النووي ومطالبة العالم لها بالتخلي عن هذا البرنامج؟!.
أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهي قضية العرب والمسلمين الأولى، فإن أوباما لا يختلف كثيرا عن سابقيه من الرؤساء إذ إنه يعتبر التزام أمريكا إزاء إسرائيل (غير قابل للنقاش).
لذلك.. نساءل ما شكل هذا التغيير، وإلى أين سيقود أمريكا والعالم؟.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244