فقد اندس ثلة من هؤلاء الافاكين في عنابر التائبين في السجن طمعاً في العفو والإفراج المشروط وأملاً بالهروب للتعاطي من جديد فأقسموا أغلظ الإيمان أنهم تائبون والله يعلم إنهم لكاذبون.. كذبوا على أنفسهم قبل غيرهم {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، وظنوا أنهم ناجون من عقاب الله، وقد توعد المولى جل وعلا هذا الصنف الأثيم بعذاب أليم في الدنيا قبل الآخرة: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} وهو جزاء الخيانة: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ} فماذا كانت النتيجة؟ {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ}الانفال 71. سيمكن رجال الأمن منهم ما لم يعاجلهم ملك الموت، سيفضحهم ولو بعد حين، ويمكر بهم {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ}، أما يوم القيامة، فإن العقاب وخيم {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ} كالحة فيها عبرة ترهقها قترة.