تعد الشخصية من أكثر المفاهيم غموضاً بين الباحثين نظراً لكثرة العوامل التي تدخل في تركيب الشخصية من وراثية وبيئية. ومع التسليم بهذا الغموض إلا أن كثيراً من الباحثين يرون أن الشخصية هي الخصائص التي تميز الفرد عن غيره من الأفراد الآخرين من النواحي الجسمية والنفسية والخارجية (البيئية والثقافية والاجتماعية). وتبعاً لهذا التعريف فإن شخصيات المديرين تختلف من مدير إلى آخر. وبالتالي تختلف سلوكياتهم من أقوال وأفعال وتعبيرات باختلاف تلك الشخصيات.
وتخضع عملية اختيار المديرين لكثير من التدقيق والتمحيص والمفاضلة من قبل متخذي القرارات. ولعل من أهمها مدى ما يتمتع به المرشحون من قدرات ومهارات وولاءات أو لأسباب أخرى لا يسع المجال بذكرها. ولا شك أن مهام المديرين متعددة ويأتي في مقدمتها لإشراف وهو عملية إدارية يتأكد المشرف من خلالها من أن أداء وسلوك الموظفين يتم بطريقة صحيحة وفقاً للأهداف التنظيمية. وقد دلت الدراسات التنظيمية أن طبيعة الإشراف تأتي في مقدمة العوامل التنظيمية المؤثرة في الضغوط.
ولا شك أن المدير يترك بصماته واضحة ومؤثرة على سلوك الموظف وآدائه سلباً أو إيجاباً خلال العملية الإدارية. فالموظف يتأثر بأسلوب المدير الإشرافي وطريقته باتخاذ القرارات. كما يتأثر أيضاً بمنهجه في التقويم والتحفيز وحل المشكلات. وبالتالي فإن المدير يلعب دوراً مهماً في حياة الموظف الوظيفية سواء عن طريق صقل قدراته ومهاراته أو عن طريق نموه الوظيفي أو تأخره في المنظمة التي يعمل بها تبعاً لشخصية المدير وصفاته السلوكية.
وتتأثر أساليب بعض المديرين في الإشراف بافتراضات نظرية ماكريجور المتشائمة والمتفائلة (XالجزيرةY) بالرغم من أن بعضهم لا يعرفها. ومن افتراضات (X) المتشائمة أن الموظفين كسالى ولا يتحملون المسؤولية ولا يوثق بهم ويسعون إلى تحقيق أهدافهم دون أهداف التنظيم ولا يقومون بمبادرات تجاه العمل ويقاومون التغيير. أما افتراضات (Y) المتفائلة فمنها أن الموظفين منتجون ويتحملون المسؤولية وأهل للثقة ويسعون إلى تحقيق أهدافهم وأهداف التنظيم ولديهم القدرة على الإبداع. لذا فإن المدير الذي ينظر إلى الموظفين نظرة إيجابية يجلب للموظفين الرضا. أما المدير الذي ينظر إلى الموظفين نظرة سلبية فيكون مصدر ضغط للموظفين.
إن مسألة التفاؤل والتشاؤم هي عملية نفسية تختلف من مدير إلى آخر حسب شخصية المدير وخبراته السابقة. ولا شك أن التفاؤل يبعث على الأمل والراحة والاطمئنان. أما التشاؤم فهو يبعث على الإحباط واليأس والقنوط. ولنا أسوة حسنة في سيد المتفائلين وخاتم النبيين والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقد كان يحب الفأل. وهو القائل: (لا طيرة وخيرها الفأل). والطيرة تعني التشاؤم وهو من عادات الجاهلية قبل الإسلام. أما التفاؤل فهو الكلمة الحسنة أو الصالحة. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة