اتفق الجميع على أننا يجب أن نتعامل مع الإرهاب على أساس أنه فكر، وهنا يجب أن يحارب هذا الفكر بفكر أقوى منه يتم من خلاله قطع الجذور التي تغذّي هذا الفكر اللعين لكي لا يستمر في النمو في مجتمعنا.
لو سألنا كل إرهابي يقبل تفجير نفسه بضغطة زر واحدة والانتحار وترك هذه الحياة بهذه السهولة لو سألنا هذا الشخص قبل انتحاره عن الحياة في نظره فسيقول لك إن هذه الحياة لا تساوي شيئاً وإنها دار شقاء وابتلاء وإن المسلم المحظوظ هو من يجد الفرصة للرحيل عنها والذهاب إلى حيث الآخرة ونعيمها الدائم.
بعض الخطباء يتجاهلون الحديث عن كثير من مشكلات المجتمع وقضاياه المصيرية والسبب يعود إلى الفكر الذي يتبناه هؤلاء الخطباء والذي يرى ضرورة عدم إعطاء الحياة أكثر مما تستحق وأنها لا تعدو كونها دار ممر وأن وضع الإستراتيجيات والخطط الخمسية والعشرية هو نوع من التمسك بالحياة والظن بأننا مخلدون فيها!!
هناك شريحة عريضة من الناس في مجتمعنا أخذوا فكرة سلبية عن الحياة الدنيا وهذا يتجلّى في اللقاءات التي تتم بين الناس في المناسبات العامة والخاصة، حيث نجد أن هناك من يعيب على البعض سعيهم للحصول على المال ومحاولتهم تكوين مستقبلهم بحجة أن هذا المال وذلك التخطيط للمستقبل سيذهب هباءً منثوراً لأن الحياة فانية ولا تستحق كل هذا الاهتمام.
بعض الشباب الذين تم احتواؤهم من قِبل المتشددين والإرهابيين تجد أنهم كانوا يتشاءمون من هذه الحياة، بل إن منهم من تراه لا يهتم كثيراً بالسعي نحو تكوين المستقبل لنجد أنه يتواكل على الله في كل شيء دون أن يأخذ بالأسباب.
هذا الفكر حول الحياة الدنيا والذي تسبّب في نشره بعض الخطباء والدعاة حتى تمكّن من قلوب شريحة من الشباب جعل الفرصة سانحة لأعوان الإرهاب في أن يقوموا باحتواء هؤلاء الشباب والاستفادة من تشاؤمهم من هذه الحياة.
في نظري أن ما يقوم به بعض الخطباء والدعاة من الانتقاص من الحياة ورسم صورة سلبية عنها هو أمر في غاية الخطورة.
فالحياة حق كما هي الآخرة تماماً ويجب أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً، كما أننا نعمل لآخرتنا كأننا نموت غداً.
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان واستخلفه في الأرض ليعمرها وليس لينتظر الفرصة السانحة التي ستنقله بعيداً عنها.
fauz11@hotmail.com