لم يجد الأهالي في بلدة الشنانة قبل خمسين عاما أفضل من شجرة الرمان تلك الثمرة التي اشتهرت بها لتكون مكانا مناسبا لاستقبال الضيف الكبير والزائر فوق العادة ملك المملكة العربية السعودية آن ذاك الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله اختيرت إحدى الأشجار الكبيرة بعناية لتكون مجلسا لجلالته في بستان الجد عبد الله منيع الخليفة في زيارته للشنانة كما يحكي لنا كبار السن ممن لا زالوا يحتفظون بذكرى تلك الزيارة الكريمة هذه الشجرة احتفظت باسمها أعواما طويلة يطلق عليها (رمانة المجلس).
في هذا البستان والذي كان ثمره يُحمل للعاصمة الرياض بالقوافل على ظهور الإبل عدة سنوات ثم عبر وسائل النقل بالسيارات لكن بطرق ترابية سنوات أخرى يهديه لمن يستحقه من الأمراء والأعيان ويبيع جزءاً منه في سوق الرياض. رمان الشنانة معروف بجودته حتى صار مضرباً للمثل ويقول المربي الأستاذ محمد المزيني (البلي) ممن لحق ويتذكر في صغره تلك الزيارة الميمونة لجلالته للشنانة ليس غريباً كرم أهل الشنانة سلالة كرم وشهامة وبطولة كرمهم يعرفه جميع أهل القصيم وكل المزارع والهجر المجاورة للشنانة ومجالسهم في الزمن السابق التي كان الناس به مقلين كانت دائماً مفتوحةً لمن عرفوا أو لمن لا يعرفونه ليلاً ونهاراً.
وكل أهل الرس يعرفون مجلس وقهوة الرداحي التي لم (يركب) عليها باب وذلك لكي لا يرجع الضيف إذا أتى فقد استقبل الخليفة جلالة الملك سعود رحمه الله ببستان الشيخ عبدالله المنيع الخليفة (الرداحي) وكان استقبالاً على مستوى منطقة القصيم كلها وذلك في عام 1379هـ، أي قبل خمسين عاماً وبعد هذه الأعوام الخمسين حسب ما ذكره المزيني وما صارت إليه المملكة من تطور وتقدم في شتى المجالات التقنية والعمرانية والمواصلات وغيرها جاءت زيارة الحفيد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم للشنانة واحتفاء الخليفة بسموه وقد لحقت بلدتهم بالتقدم العمراني كغيرها من القرى والهجر في المملكة بظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بعد هذا الفارق الزمني بين الزيارتين والفارق بين الإمكانيات لكن القلوب ظلت وبقيت على عهدها الأول وستظل ما بقي الدهر وبقي شرع الله وسنة نبيه نبراساً لهذا البلد.