بغداد - (أ ف ب):
يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما تحديات عدة في الشرق الأوسط ورثها عن سلفه الرئيس جورج بوش أبرزها الأوضاع المعقدة في العراق وعملية السلام المتوقفة بين إسرائيل والفلسطينيين وإيران المنهمكة في تخصيب اليورانيوم.
وبعد هجمات 11 أيلول - سبتمبر 2001م وفي إطار (الحرب على الإرهاب)، حاولت الإدارة الأميركية فرض الديموقراطية على دول ومجتمعات (الشرق الأوسط الكبير) بواسطة القوة إذا لزم الأمر. فيما يلي أهم الملفات في المنطقة حاليا:
العراق
وعد أوباما بإنهاء النزاع ب(طريقة مسؤولة) خلال مهلة 16 شهرا. ونظرا لمعارضته إقامة قواعد دائمة، فهو مستعد لإرسال عدد محدود من الجنود في حالات الكوارث أو حصول إبادة جماعية. وبعد خمس سنوات على الاجتياح، تراجعت مستويات العنف بشكل واضح خلال العام 2008م لكن ما تزال الأوضاع الأمنية هشة والأمن غير مفروض كليا في مجمل أرجاء البلاد. كما تبقى الطبقة السياسية منقسمة وفق الانتماءات العرقية والدينية. ويتعين على الرئيس الأميركي الجديد تطبيق اتفاقية أمنية حول مستقبل الوجود الأميركي في العراق.
ومن المتوقع أن تحدد اتفاقية وضع القوات ظروف الوجود العسكري بعد 31 كانون الأول - ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض الأمم المتحدة الذي يحدد مهامها. وإذا لم يتم توقيع الاتفاقية ولم تمنح الأمم المتحدة تفويضا جديدا للقوات الأميركية، فسيكون الرئيس الجديد في وضع حرج لأن وجود حوالي 145 ألف عسكري في العراق لن يكون قانونيا.
ومن المهمات الأخرى أيضا، تنظيم الانسحاب من دون المساس بالنجاحات الأمنية.
عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين
دعت الإدارة الأميركية الحالية في تشرين الثاني - نوفمبر 2007م إلى مؤتمر آنابوليس لإعادة إحياء عملية السلام بين الطرفين بعد أن تجاهلتها لفترة طويلة. وبعد مرور عام على المؤتمر، ما تزال معاهدة السلام بين الجانبين بعيدة المنال رغم الإعلان عن توقيعها بحلول أواخر العام الحالي. واستبعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوصل إلى اتفاق قبل آخر السنة الحالية خصوصا في ظل تعليق المفاوضات بانتظار تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد الانتخابات المتوقع إجراؤها في العاشر من شباط - فبراير المقبل.
ويأمل الطرف الفلسطيني بمشاركة أميركية أكبر في عملية السلام بينما تأمل إسرائيل في استمرار علاقاتها المميزة مع الأميركيين بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية.
إيران
يشكل البرنامج النووي الإيراني ودور طهران في العراق ودعمها حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية أبرز نقاط الاختلاف بين واشنطن والجمهورية الإسلامية. وتحاول الولايات المتحدة منذ 2003م دفع إيران إلى تعليق برنامجها النووي رغم العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 1980م.
وتتهم واشنطن طهران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني، الأمر الذي ينفيه الإيرانيون.
وقد أقر مجلس الأمن الدولي خمسة قرارات بينها ثلاثة مرفقة بعقوبات، تطالب إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأسبوع الماضي أن (كراهية) الحكومة الأميركية (عميقة) مما يوحي بأن العلاقات بين الطرفين لن تشهد تطورات سريعة.
الخليج
يتوقع أن يعمل الرئيس العتيد على ترسيخ العلاقات مع الدول الخليجية العربية التي يستضيف بعضها قواعد عسكرية أميركية.
وفي خضم أزمة مالية طاحنة، تكمن الأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة في مواردها النفطية الهائلة إذ تمتلك 45% من الاحتياطي العالمي كما أنها تؤمن خمس الإمدادات.