بيني وبين التلفزيون الكثير من الحكايات منها القديم ومنها الجديد، لكنها لا تتعدى مساحة العتب.. العشم، فقبل سنوات كتبت مقالاً نقلت فيه عتب التشكيليين على التلفزيون لعدم تغطيته للمناشط التشكيلية وتلقيت على إثر تلك المقالة رداً من القناة الأولى يبرر دورها في تغطية المعارض والمناسبات وتقبلنا الرد وتحملنا الشك الذي أتى بشكل غير مباشر بأن ما تطرقنا إليه كان نقداً أكثر منه عتباً، ومرت السنوات دون أن نرى ما نأمل أن يقدمه التلفزيون للفنون التشكيلية كما نراه في كثير من القنوات والتمسنا العذر للأحبة بأن كثافة البرامج التي تقدم لمختلف العلوم والفنون لا تسمح لما يحلم به التشكيليون ليكون لهم برنامج خاص إلا ما نشاهده في القناة الثانية ويُعنى بالأخبار والحوارات وهو جهد يشكر عليه القائمون على إعداده وإخراجه وفي مقدمتهم الأستاذة نورة المرزوق والمذيعة المتألقة مي مشالي والمخرج وبقية الطاقم، وما قدمه قبلهم في فترات سابقة المبدع نادر الجهني وفريق عمله.. كما لا أنسى ما أكده الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الإعلامية بأنه وجَّه بتغطية كل المناشط الثقافية دون تمييز ومنها الفنون التشكيلية وبالفعل تمت الكثير من التغطيات، كل هذا والأمر ما زال معلقاً بين ما نعنيه وبين ما يفهمه الأحبة بالتلفزيون السعودي لمختلف قنواته، مؤملين أن يضعوا المقارنة بين حجم ما يقدم من برامج غنائية أو دراما ولقاءات ثقافية وبين ما يمنح للفن التشكيلي من وقت، فما نشاهده من لقاءات لا تشكل إلا العشرة بالمائة من الفترة الزمنية التي تمنح لفنان تشكيلي في قناة عربية أخرى.
ما نعنيه أن يكون هناك برنامج خاص بالفنون ومنها الفنون التشكيلية التي يجهل الجمهور أهميتها وقيمة جهود المنتمين إليها والمبدعين فيها وقيمة الجهد والدعم الذي تقدمه الدولة لها وما تحقق لها من نجاح ومن تمثيل لثقافة الوطن على المستوى الدولي، ولهذا فليس كثيراً أن يُخصص برنامج لهذا الفن يقدم فيه فقرات متنوعة منها التعريف به من خلال ندوات واستعراض أعمال فنية وقراءتها من خلال مختص في هذا المجال وزيارة محترفات أو مراسم الفنانين وتسجيل كل خطوات إبداعهم وتسليط الضوء على إنجازاتهم، - المحترفين منهم والشباب- وتسليط الضوء على نجاحات هذا المجال الذي أصبح له جمعية مستقلة، إضافة إلى تقديم دروس مباشرة لكل فرع من فروع الفن التشكيلي كالنحت والتصوير الزيتي والمائي بدلاً من أن يبحث عنها المشاهد الموهوب ليتعلم أبجدياتها.
إن هذا الإبداع في حاجة ماسة لهذا الجهاز الإعلامي الذي يصل لكل بيت كما أن تقديمه عبر الشاشة أكثر تأثيراً على المشاهد من مشاهدته على صفحة جريدة أو مجلة تُظهر الصور ثابتة لا تمثل إلا لقطة واحدة أو اثنتين بينما يمكن للمشاهد أن يتابع الفنان وهو يعمل وينتج اللوحة أو المنحوتة من الألف إلى الياء.
MONIF@HOT MAIL.COM