إلى سيدة القلب المنتظرة..
إلى سيدة الروح والكيان واللب، سيدة الحياة، وسيدة الأماكن من حولي...
إلى من عينيّ موطنها ولا بد... وللأبدِ
سيدة عمري...
أتعبتني السنون قبل مجيئك، فتهت بين العيون، ورحت أضيع بين الخدود، وأذوب عند طرفي كل شفاه.
أتعبتني الليالي وحيداً، فقط أنا وقلبي المرهف ولياليَّ الطويلة.. فرُحت أبحث عن قبلة لهذا القلبِ يصبو إليها.
أتعبتني الهواجر أقف في منتصف الطريق تبكي كل الخلايا لهذا الخواء... خواء جسد خاوٍ، وقلبٍ يبحث عن ملجأ...
رأيتك ووجدتك، ثم أوجدتك، ولكننا كُبلنا بقيودٍ، فرحنا نبحث عن ملاجئ لقلوبنا المنفية عن بعضها..
سيدة العمر، أعلم أن لا موطن لقلبي سوى صدرك الطاهر، وأن لا وجهة لعيني سوى طريق عينيك الآمن، ولا مرفأ لمراكبي سوى ذراعيك الساحليتين، ولا هطول لأمطارِ عينيّ إلا على ورود خديكِ.
أرقب كل العيون التي تراك، لعلي أجد فيها بقايا صورتك، لكنها عيون خائنة، لا تحتفظ بصورك، ولا تنقلها إليَّ، وهي تعلم باشتياقي واحتراقي.
أتحسس كل الأماكن التي تمرين بها، أطأ كل مواضع قدميك، أبحث عن أي شيء منك..
أتحسس المقابض التي تديرها يداك، أسائلها، فلا يجيء سوى عواء الأبواب المبكي، وأنينها الباكي كما قلبي.
سيدتي...
إليك يطير البال كلما وقفت ذات حُسنٍ أمامي..
إليك تحجُ كل الفكر كلما تلوت آيات العاشقين من قبل...
إليكِ شوقي كلما زاحمتني النساء في الصباح...
وإليك اهتدائي كلما ساءلتني الحسان اقتراباً وامتلاكاً...
وإليك مناجاتي كلما جنت الليالي الشاتيات الملاح...
لأجلِ عينيك كرهت ُالهوى، كل هوى سواكِ...
سيدة القلب، ستأتي سحابة وصلكِ، وستعشب أرض صدري.. وستورق الأشجار في قلبي، وستجري جداول شراييني عذباً ساحراً.
www.adabeh.com