تبذل الجهات الخدمية في مدينة الرياض جهوداً جبارة في سبيل راحة المواطن والمقيم، وذلك بفضل توجيهات ومتابعة أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- الذي يتابع باستمرار جهود مختلف القطاعات..
.. لأداء واجبها بالشكل المطلوب، ويبرز جهاز مرور منطقة الرياض كأحد الأجهزة الأكثر تنظيماً ودقة ومتابعة واستجابة لما تتطلبه حاجات الناس؛ حيث يتابع مدير إدارة مرور الرياض العقيد النشط عبدالرحمن المقبل بشكل مستمر القضايا المتعلقة بجهاز المرور.
وحتى تتضح الصورة للقارئ الكريم، فقد تابع مدير المرور بنفسه -مشكوراً- خلال شهر رمضان الكريم معاناة ساكني أحد أحياء مدينة الرياض من تجمع الشباب وتفحيطهم في أحد شوارع الحي السكني، حيث لم تمر ليلة واحدة إلا ورجال المرور يمشطون هذا الشارع ذهاباً وإياباً، ثم قام مسؤولو المرور بوضع المطبات الاصطناعية، من أجل منع التفحيط والتقليل من تجمهر الشباب في هذا الشارع الفسيح الذي أصبح ضيقاً بأفعالهم!. وقد حصل المطلوب فعلاً، حيث قل عدد السيارات وانتهى التفحيط وقل الضجيج خلال ما تبقى من شهر رمضان، ولم ينس الجيران والمتضررون من هذا الإزعاج الدعاء لمسؤولي المرور على مبادرتهم وحل هذه المشكلة في ساعات معدودة.
لكن المشكلة ما لبثت أن عادت بعد انقضاء أيام عيد الفطر، حيث بدأ الشباب بالتجمهر وأخذت السيارات تجوب الشارع، وقد كان السبب في هذا هو إزالة المطبات من هذا الشارع وكأنها دعوة لهؤلاء الشباب للمعاودة والمعايدة! ومما يؤسف له أنه لا أحد يعرف من أزال هذه المطبات، وإن كان الواضح أنها بلدية الحي، لأنها المخولة والقادرة على ذلك دون غيرها من الجهات. وهنا أتساءل وغيري كذلك عن حجم العلاقة والتنسيق بين المرور والبلدية في مثل هذا الشأن، بالإضافة إلى دور البلديات في متابعة مثل هذا الموضوع ابتداء. إنه من المهم جداً أن يكون هناك تنسيق بين مختلف الجهات للقضاء على مثل هذه المخالفات التي تضر الناس جميعاً، لأن التفحيط لا يتوقف ضرره على أحد بعينه، بل يتعدى ذلك إلى المارة وقائدي السيارات والأطفال، ناهيك عن الأضرار الأخرى التي لا تخفى على لبيب!. إن هذا يستوجب أن تتكاتف جهود جميع أجهزة الدولة للقضاء على مثل هذه المخالفات في بدايتها.
كما أن هناك تساؤلاً يطرح نفسه وهو: ما الجهة الرسمية التي يمكن أن يتصل بها المواطن عند وقوع التفحيط وتجمهر الشباب في الشوارع، هل هو جهاز المرور أم الدوريات الأمنية أم الشرطة؟ ثم ألا يمكن أن تتولى إحدى هذه الجهات الرسمية (المرور - الدوريات - البلدية) عند تبليغها هاتفياً التدخل لإنهاء المشكلة ومعالجتها لعدم تكرارها مرة أخرى قبل فوات الأوان ووقوع الحوادث؟ إن نعمة السيارات بدأت تتحول إلى نقمة يخسر بسببها الوطن بعض شبابه ورجالاته، وبالتالي فإنه لا بد من السعي لوقف نزيف دماء التفحيط والمفحطين في مختلف المدن والأحياء، من خلال بث الوعي بين أفراد المجتمع بكافة شرائحه.
وأخيراً، تحية شكر وتقدير لرجال المرور في مدننا كلها، وتحية خاصة لرجل المرور في منطقة الرياض على جهوده الواضحة والملموسة.
alelayan@yahoo.com