هو الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولد في مدينة الرياض عام 1315هـ.
كان والده الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف قاضياً في الرياض من حين دخول الملك عبدالعزيز لها وبداية ملكه لها، فنشأ الشيخ عبداللطيف في بيت علم وقضاء وفقه وتقوى. ولذلك بدأ في طلب العلم منذ صغره، فقرأ على والده وعمه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، كما طلب العلم على يد الشيخ سعد بن عتيق والشيخ حمد بن فارس، والشيخ عبدالله بن جلعود.
ولذكائه وحسن اقباله على العلم وصدق توجهه نبغ في العلوم الشرعية وبخاصة التفسير والحديث والفقه والتوحيد كما أجاد النحو الذي هو من لوازم علماء الشريعة وتاج فقههم واستنباطهم.
ولكن العلم الذي اشتهر به الشيخ عبداللطيف - رحمه الله - ونبغ فيه هو علم المواريث أو الفرائض فكان شيخ هذا العلم في زمانه وأستاذه وإليه يرجع فيه. وفي مسجد أخيه الإمام العلامة محمد بن إبراهيم كان الشيخ عبداللطيف مساعداً لأخيه في دروسه وملازماً له ومكملاً لجهوده؛ حيث كان الشيخ محمد - رحمه الله - كفيف البصر منذ بلوغه أربعة عشر عاماً. ثم كان الشيخ عبداللطيف أستاذاً وشيخاً لبعض الدروس في المسجد وبخاصة الفرائض وممن كان لهم شرف التتلمذ على يديه والدي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل عسكر، وكثيرا ما سمعت من والدي الثناء على الشيخ والإعجاب بشخصيته، فقد كان كما يصفه والدي متواضعاً تقياً محباً للخير للناس لا يرد سائلاً ولا يتوانى عن نصرة من طلب نصره وشفاعته، وقد سمعت من الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الجاسر أحد تلاميذه رحمه الله والشيخ الدكتور محمد بن سعد بن حسين أنّ الشيخ عبداللطيف كان محباً لطلابه وطلاب أخيه وساعياً في قضاء حاجاتهم حيث كان أكثرهم يسكنون في غرف للمغتربين من خارج الرياض وكان المسؤول عنها ومديرها الشيخ محمد بن إبراهيم.
وكان الشيخ مساعداً ومعينا لأخيه في اختيار القضاة من طلاب العلم في المسجد ثم من طلاب كلية الشريعة بعد إنشائها. وحينما سعى الشيخ محمد بن إبراهيم بدعم وموافقة من الأئمة من آل السعود الملك عبدالعزيز وسعود غفر الله لهما ورحمهما سعى الشيخ محمد في افتتاح المعاهد العلمية بدءا من معهد إمام الدعوة وما تلاه من المعاهد التي بلغت أكثر من خمسين معهدا في حياة الشيخ ثم افتتاح الكليتين: الشريعة واللغة العربية في الرياض فكان الشيخ عبداللطيف نائباً لرئيسها الذي كان هو أخوه محمد، وقد أدارها بكل حكمة وحزم وكفاءة فأحبه الداني والقاصي وكان لهم أباً وشيخاً وإماماً وتولى رئاسة الكليات والمعاهد بعده ابن أخيه الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم رحمه الله. ثم تحولت تلك الرئاسة إلى جامعة من أكبر وأقدم جامعات المملكة هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومما يشرف به علماء المملكة وقضاتها أنّ أغلبهم من أبناء وتلاميذ هذه الجامعة المباركة، ومن تلاميذ الشيخين محمد وعبداللطيف في المسجد وفي كلية الشريعة في الرياض، ولقد استمر الشيخ عبداللطيف معلماً وقاضياً لحوائج الناس ومديراً للكليات والمعاهد العلمية حتى اليوم الثالث من شهر شوال عام ست وثمانين وألف وثلاثمائة من الهجرة النبوية حيث فقدت المملكة العربية السعودية إماماً وفقيهاً وفرضياً متميزاً.. فقد توفي الشيخ عبداللطيف في ذلك اليوم وصلى عليه أخوه الشيخ محمد وحزن عليه طلابه ومحبوه ودفن في الرياض رحمه الله وغفر له وجزاه خير ما يجزي بن عباده الصالحين.
عبدالعزيز بن صالح العسكر
ص.ب 190 الدلم 11992