عد إلى أي صحيفة وتأمل في صفحاتها الثقافية قبل ثمان أو تسع سنوات ثم عد إلى الصحيفة ذاتها في أعدادها الصادرة حالياً تجد أن النسبة العظمي من الكتاب آنذاك توقفوا عن الكتابة ولم يبق منهم إلا القليل بل أقل من القليل كما يقال (!) لست أتحدث عن من توفي أو كان يكتب لمناسبة معينة وتوقف دوره بل أتحدث عن الكتاب الذين يرى بعضهم أن له رسالة.
في حقيقة الأمر هناك خطأ مشترك ولن أتحدث عن المخطئ لكن الذي يلفت الانتباه أن يأتي شخص يحمل فكرة ثقافية أو موضوعا ثقافيا (ولا أقول مشروعا) ثم نأتي إلى هذا الشخص ونفرد له المساحات الصحفية ثم بعد فترة ليست بالطويلة تنتهي الموضوعات التي لدى هذا المثقف المؤقت الذي احتفينا به، وبالتالي لابد أن يتوقف عن الكتابة والظهور لأنه وباختصار شديد ليس لديه شيء يقدمه (!)
هذه الظاهرة نجدها لدى بعض الكتاب والكثير من الإعلاميين الذين ضرب معهم الحظ بتقديم أو إعداد برنامج نجح لظروف وقتية معينة ثم زالت الظروف وزال هذا البرنامج وصاحبه، وقل مثل ذلك عن هذه القنوات الفضائية بأعدادها الهائلة وازديادها اليومي التي ستتوقف حين يتوقف السبب الذي قامت لأجله.
ليت هؤلاء عرفوا أنه بالفعل الوصول إلى الكتابة (أو الشهرة بتعبير آخر) لا مانع منه والبحث عنه في بعض الأحيان ليس سيئا (لكن) بشروط مع توافر الوقود الذي يجعلك تستمر في هذا الطريق المرتبط بالناس والمجتمع.
الحل واحد لا ثاني له وهو التزود اليومي للمثقف من وسائل المعرفة القراءة والبحث العلمي وحضور المناسبات العلمية والمجالس الثقافية بالمعنى الحقيقي.
هذا هو الحل أما محاولة نقد الآخرين بأنهم لم يقفوا معك أو لم يزودوك بالأفكار، فهذا فشل آخر يضاف إلى الفشل الأول.
باختصار قبل أن تفكر في خدمة الناس ثقافيا وعلميا، فكر في نفسك وقدم لها ما يشفع لها بالاستمرار.
فاكس: 209288
Tyty88@gawab.com