Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/11/2008 G Issue 13184
الأحد 04 ذو القعدة 1429   العدد  13184
في الوقت الأصلي
جماهيرية الزعيم في خطر؟
محمد الشهري

بين عشية وضحاها وجدت الجماهير الهلالية نفسها واقعة بين أكثر من مطرقة وأكثر من سندان (؟!).

** ثلاث جهات تضافرت جهودها وتدابيرها - وإن كان ذلك من غير قصد - لتصب في خانة محاصرة هذه الجماهير، وإرغامها دون سواها من جماهير الأندية الأخرى.. إما على الرضوخ لمتطلبات تلك التدابير الجائرة.. أو التسليم بالأمر الواقع المتمثّل في الاكتفاء بمعرفة ما يدور في محيط ناديها من خلال رسائل الجوال أو من خلال الصحافة.. بعد أن تم عزلها عنه، وحرمانها من متابعة مبارياته بطريقة أشبه ما تكون بالعقوبة (!!).

** هذه الجهات هي: إدارة النادي وشبكة راديو وتلفزيون العرب والقناة الرياضية السعودية الثالثة.

** ذلك أن لكل واحدة من هذه الجهات دوافعها الخاصة وبالتالي دورها في ما آلت إليه الأمور من محاصرة وعزل لهذه الجماهير التي لا تستحق أن تُعامل بهذه الطريقة وهذا الشكل تحت أي مبرر (؟!).

** فالإدارة الهلالية التي نحسن الظن في نهجها وتوجهاتها إلى أبعد حد.. تريد تعزيز موقفها المالي من خلال تنويع مصادر دخل النادي لمساعدتها في تسيير أموره بالشكل الذي يتلاءم مع مكانة الزعيم.. فضلاً عن حرصها على الاستفادة مما بات يشكله الإعلام الفضائي من إيجابيات مادية ومعنوية عصرية.

** وعندما فكرت في استحداث قناة فضائية خاصة بالنادي.. أوكلت مهمة الإنشاء والإشراف والتحكيم إلى الشبكة المتخصصة (راديو وتلفزيون العرب) على طريقة (أعط الخبز لخبازه).

** غير أنه فات عليها حقيقة المواقف الضدية لهذه الشبكة تجاه الهلال وجماهيره، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى من يفتي فيها (؟!).

** لذلك وجدتها فرصة سانحة لتكريس هذا الواقع من خلال تشفير القناة الوليدة، وبالتالي إضافة المزيد من الأعباء المادية على كاهل الجماهير الهلالية الراغبة في الاشتراك أو المشتركة من قبل.. خصوصاً إذا علمنا بأنه لن يحرص على طلب الاشتراك في قناة الزعيم إلا جماهير الهلال (؟!!).

** هذا عدا الإحجام عن نقل مباريات الهلال عبر قنوات الشبكة الأخرى بغرض إرغام جماهيره على الاشتراك في قناة الزعيم أو الاستسلام للحرمان (؟!!).

** فيما جاءت مجمل هذه التدابير بتداعياتها برداً وسلاماً على قناتنا الرياضية العزيزة.. كيف (؟؟).

** من الثابت والمتعارف عليه.. أن هذه القناة ظلت تعاني الأمرّين من ضغوطات واستهدافات اللون الأصفر الذي ما انفك يلح عليها بشتى الطرق والوسائل.. بعدم منح الهلال على وجه التحديد أي قدر من التواجد فيها سواء على صعيد نقل المباريات، أو على الصعيد البرامجي، واقتصار اهتمامها ورعايتها على الأصفرين، أسوة ب(art) قديماً وحديثاً، والإخبارية في فترة مضت.

** وبذلك جاءت التحولات الأخيرة بمثابة هدية على طبق من فضة لصالح القناة التي سوف تستريح من وجع الرأس والصداع اليومي الذي ظلت تسببه لها الأقلام والأصوات الصفراء صباح مساء (؟!).

** ذلك أنها لن تكون هلالية أكثر من الهلاليين وبالتالي فلن تكون ملزمة مستقبلاً بنقل مبارياته، تمشياً مع التحولات الأخيرة، إلا بقدر ما يحقق رغبة جماهير الأندية التي تواجه الهلال.

** وبهذا يتبيّن أن الإدارة الهلالية عندما أقدمت على جعل مشروع (قناة الزعيم) حقيقة ماثلة.. بهذه الطريقة، ربما لم تضع في حسبانها الجوانب السلبية للمشروع على المدى البعيد.

** ذلك أنه عندما يتم عزل جماهير النادي من صغار السن تحديداً ولمدة طويلة عن الالتصاق بفريقها من خلال حرمانها من مشاهدة مبارياته.. فضلاً عن حرمانها من الاستمتاع بمشاهدة نجومها المفضّلة عبر الشاشة.. لاسيما تلك الجماهير القاطنة في مناطق متفرّقة ومتباعدة من مملكتنا المترامية الأطراف، والتي لا تساعدها ظروفها المعيشية والمادية على دفع ثمن الاشتراك في الشبكة الحصرية مهما كانت درجة عشقها لهلالها (؟!!).

** فإن ذلك يعني بداهة حدوث فجوة عميقة بين المشجع الناشئ والنادي، وبالتالي سهولة استمالته لتشجيع فريق آخر يوفر له ميزة المتابعة والاستمتاع بمشاهدة المباريات والنجوم الذين يرغب في مشاهدتهم، وخصوصاً إذا كان محدود الإمكانات.

** وبما أن مدة عقد القناة مع الشبكة (سنة واحدة) كما علمت.. فإن ذلك يعني إمكانية تدارك هذا الخطأ الفادح في حال رغب الجانب الهلالي في الإبقاء على القناة واستمرارها مستقبلاً من خلال بعض الحلول والإجراءات البسيطة لإحداث حالة من التوازن على طريقة (لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم).. فإذا رغبت الإدارة الهلالية الاطلاع على هذه الحلول، فإنني على استعداد لإرسالها بواسطة الفاكس.. إذا كان يهمها الموضوع.

** أقصد مرئياتي في هذه القضية.

لقد أخجلتم تواضعي

** لأسباب احتفظ بها لنفسي.. اعترف بأني لست من عشاق تقنية (الإنترنت) وبالتالي فلست من مرتاديه.. هذا أولاً.

** أما ثانياً: فلأنني كنت استبعد تماماً أن يكون هناك من يهتم بما أقدمه من جهد متواضع سواء بالسلب أو الإيجاب.. أو على الأقل بهذا الكم.

** ولكني وبإلحاح من أحد أبنائي.. تشرّفت لأول مرة بالدخول على موقع (الجزيرة) الرائع.

** وأصدقكم القول بأنني تفاجأت بذلك الكم من تفاعلات أحبتي القراء على مدى عامين تقريباً.. حول معظم الموضوعات التي تناولتها.. إلى درجة أنني خشيت على نفسي من الوقوع في فتنة الغرور التي لم ينقذني منها سوى كوني قد تجاوزت المرحلة العمرية التي يمكن لهذا الداء أن يفترس المرء فيها.

** من أعماق أعماقي: أشكر هؤلاء الأصدقاء سواء الذين يتفقون معي أو الذين يختلفون بأدب.. أما أولئك الذين يتعمدون (التجريح) والإساءات.. فأطمئنهم بأنهم خارج حساباتي كما هم خارج اهتماماتي.

** أكرر شكري وأسفي على عدم تنبهي لمتابعة هؤلاء الأعزاء طوال هذه المدة.

من الأمثال الجنوبية

** من لا يعدّك فايدة.. (لا تعدّه راس مال).



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6692 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد