لا يملك اللاعب السابق فهد الهريفي سوى رصيده من النجومية السابقة ليدعمه في الظهور الإعلامي عبر القنوات الفضائية مذيعا أو محللاً أو متحاوراً. أما رصيده المعرفي فهو متدن جدا حيث لا يمكنه أن يقدم أي إضافة معرفية للمشاهد الرياضي حتى في مجال تخصصه وهو كرة القدم.
ولعل هذا ما يفسر لجوءه للإثارة والهجوم على الآخرين وبلغة عامية لا ترتقي لمستوى الحوار مع المشاهد أو مستوى المتحاورين معه في البرنامج.
وربما نفهم أو نتفهم انتهازه للفرص للنيل من الهلال ولاعبيه ومدربيه بحقائق قليلة وأباطيل كثيرة بهدف بناء قاعدة قبول له لدى ثلة من الجمهور المتعصب.
ولن يكون آخر نيله من الهلال اتهامه للمدرب كوزمين بتعدد الإجازات والسفر المتكرر إلى بلاده خلال الدوري، حيث استطاع رئيس الهلال ومدير الفريق الرد عليه بسهولة وتفنيده وكشف عدم حقيقته في برنامج كل الرياضة مساء الجمعة الماضي.
ولكن ما فجعنا كمتابعين ومشاهدين في تلك الحلقة الاتهام الخطير الذي وجهه الهريفي للاعبي النصر بممارسة التدخين بين أشواط المباريات...!! وذلك في معرض حديثه عن غياب المتابعة الإدارية في الأندية للاعبين وغياب الرقابة والحزم، والتهاون أمام السلوكيات المنفلتة وغير المنضبطة للاعبين.
رغم فداحة هذا الاتهام وشناعته وصعوبة تصديقه إلا أن تمسك الهريفي به رغم كل محاولات الدفاع والنفي التي كان يقوم بها نائب المشرف على الفريق الكروي النصراوي عبدالعزيز الدغيثر جعل المتابع والمشاهد في حيرة وشك بأن ما يقوله صحيح بالفعل.
فهو يؤكد ومن مصادر يعرفها جيدا داخل البيت النصراوي أن هناك لاعبين يسمح لهم بالتدخين بين الشوطين في المباريات..!!
ولقد كان المشاهد بأمس الحاجة في تلك الحلقة إلى سماع صوت الأمير وليد بن بدر المتحدث الرسمي باسم النصر والمدافع والمنافح عنه في كل الفضائيات لإيضاح حقيقة التدخين بين الشوطين للاعبي فريقه ولكن صوت سموه غاب في تلك الحلقة وعسى أن يكون المانع خيراً.
ربما يصدر نفي رسمي اليوم أو غداً.. وربما يتراجع فهد الهريفي ويعتذر.. ولكن هل هذا يكفي لمسح ما قاله..؟ هل سيقتنع المتابع والمشاهد بالنفي أو التراجع أو الاعتذار؟ لقد انطلقت الكلمة من الهريفي كالسهم.. ورب كلمة قالت لصاحبها دعني.
وهذه هي بضاعة فهد الهريفي في البرامج التلفزيونية.. إثارة ممجوجة.. واندفاع غير محسوب.. واتهامات جزافية.. وتناقضات غريبة.
ومن كثر لغطه كثر سقطه.. وقد أكثر الهريفي من اللغط فكان سقوطه في تلك الحلقة مختلفاً.