طوبى لمن جرت الأعمال الصالحات على يديه.
طوبى لمن جعل عمل الخير والإحسان إلى الناس والمساهمة في مشروعات البر هدفه وغايته.
وقد كان الشيخ الراحل حمود بن معجل الفرج كذلك، غفر الله له ورحمه.
* * *
لقد عرفت الشيخ حمود أول ما قدمت إلى الرياض، وكان صديقاً لعمي محمد رحمهما الله جميعاً.. كنت ألتقي به عنده، وكنت أسعد بمرافقتهما عندما يذهبان إلى البر..
كان رحمه الله أنيساً وقارئاً واعياً.. وكم حظيت منه بتعليقات على بعض ما أكتبه.. وكان لا يبخل عليّ عندما ألتقي به ببعض الأفكار المباركة التي يطلب مني أن أكتب عنها.
* * *
أما المعرفة الحقة بالشيخ حمود فهي معرفتي ومتابعتي لأعماله الخيرية المباركة في منطقته الغالية (حايل) وغيرها.
أصبحتُ لا أراه إلا من خلال عمل خير، ولا أسمع ذكره - رحمه الله - إلا في إسهام بر، ولا يرد ذكره إلا عند الإعلان عن خدمة محتاج أو مساعدة مرضى أو المشاركة في المشاريع الإنسانية.
* * *
الشيخ حمود بن معجل الفرج من الذين أدركوا عملاً لا قولاً أن المال ذاهب ولا يبقى منه إلا الذكر الحسن والأجر الموفور، وكأنه يتذكر قول الشاعر كريم العرب ابن منطقته حاتم الطائي:
(أماوي إن المال غاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر)
وقبل ذلك يتذكر ويستجيب لنداء ربه القائل {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} 274سورة البقرة.
وأسأل الله أن يكون هذا الراحل المحسن من هؤلاء المحسنين الذين جزاؤهم عند الله أنهم لا خوف عليهم وأنهم لا يحزنون في الدنيا والآخرة، وحسبهم أن أجرهم عند ربهم في جنات النعيم.
* * *
إن رحيل هؤلاء الأخيار الذين يحملون همّ الناس، ويسعون بمساعدة المحتاجين، ويخففون من معاناة الضعفاء، خسارة كبرى، لكن العزاء أنهم قدموا إلى بارئهم بمثل هذه الحسنات، فالحسنة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار - كما جاء في الحديث - ونسأل الله أن تكون حسناته أطفأت ذنوبه وضاعفت أجره.
* * *
ويبقى أن أدعو أبناءه وبناته وأخاه الكريم محمد إلى أن يستمروا على نهج فقيدهم والدهم في عمل الخير، ومساعدة المحتاجين والإسهام في مشروعات البر؛ فهذا هو البر بوالدهم، وهذا هو ما يريده منهم، فقد ذهب إلى جوار ربه ولم يبق له إلا أولاد صالحون بحول الله يدعون له، وصدقات جارية تضيء له ظلمة قبره.
غفر الله له ورحمه، وجمعنا به في جنة المأوى.