بوابة كبيرة جميلة تكاد نقوشها المتناسقة تأخذ بالألباب، بوابة تراها عيون الراكضين في دروب الحياة فترى فيها الإشراق والجمال والبهاء، وترى فيها النور الذي يبدِّد ما في القلوب من ظلام اليأس والقنوط. |
بوابة مفتوحة للعابرين، تكاد نقوشها تبتسم لهم، وتناديهم بلسان فصيح، ليدخلوا إلى ذلك العالم الفسيح. |
بوابة الأمل التي لا تغلق أبداً، وإنما تنغلق دونها قلوب اليائسين، ونفوس القانطين، وعقول الواهمين، أما الذين صنعت نفوسهم، وزكت قلوبهم، ونضجت عقولهم، فهم يرونها في غدوهم ورواحهم، ويعبرونها إلى (فسحة الأمل) التي لا تضيق عمن يفد إليها، ولا تستعصي على من يحرص عليها. |
الأمل في الله عز وجل الذي يحيط بكل شيء، وكل شيء عنده بمقدار، الأمل في رعايته وعنايته، ومغفرته ورحمته، وتوفيقه وهدايته، وهذا هو الأمل الحقيقي الذي يتحقق لصاحبه ما يرجو من خيري الدنيا والآخرة. |
كثير من الناس يتخبطون في دروب الحياة، ويتهاوون في خنادق اليأس والقنوط، ويغوصون في مستنقع الأوهام، فتظلم الدنيا في أعينهم، وتموت الابتسامة على شفاههم، حتى يخيل إليهم أن أبواب الخلاص قد أغلقت، وأن جسور النجاة قد حطمت، فليس أمامهم إلا نار الحسرة والآلام، وليس وراءهم إلا أوحال القلق والخوف والانهزام، ولو أنهم نظروا ببصائرهم نظرة من يستقر في قلبه اليقين، ويشرق في نفسه الإيمان، لرأوا تلك البوابة الكبيرة الجميلة، بنقوشها البديعة، ولسمعوا نداءها الجميل، إلى ساحات الأمل الخضراء، ولدخلوا منها إلى فسحة الأمل، التي تنشرح فيها الصدور، وتطمئن فيها النفوس. |
فسحة الأمل هي التي تفتح من الأبواب ما أغلق، وتقرب من الأحلام ما ابتعد، وتداوي من الآلام ما قسا، وهي التي تنقذ الإنسان من يأسه، وتريحه من سطوة الآلام القاسية، وتجعله في عالم رحب من السعادة والصفاء. |
فسحة الأمل، هي الساحة التي يستمتع أصحاب اليقين بأشجارها وأزهارها وأنهارها، ويهتدي إليها المؤمنون بربهم الذين صفت سرائرهم من شوائب الحقد والحسد والبغضاء وارتفعت قلوبهم إلى السماء، بعيداً عن النزوات والأهواء. |
من كان منكم - أيها الأحبة - حزيناً كئيباً لأي سبب من أسباب الدنيا فلينظر الآن أمامه بعين بصيرته ليرى هذه البوابة الكبيرة الجميلة بوابة الأمل وعليها كلمات منقوشة من نور (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) وليدخل منها مع الداخلين. |
|
خُطاي في الدرب بالإيمان ثابتة |
فما يزعزعها بغي ولا زور |
|