Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/11/2008 G Issue 13184
الأحد 04 ذو القعدة 1429   العدد  13184
الخليج يبتسم في وجه العاصفة المالية!

الرياض - الجزيرة

عندما سئلت وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية لبنى القاسمي عن الموانئ الأمريكية ابتسمت وقالت: من يملك فعلياً أنشطة الموانئ في نيويورك ونيوجيرزي وفيلادلفيا وبالتيمور ونيوأورليانز وميامي؟ أرسل لي بريداً إلكترونياً عندما تعرف.

وابتسامة الوزيرة تأتي رداً على عاصفة سياسية دارت منذ عامين عندما اكتشف مشرعون أمريكيون أن موانئ دبي استحوذت على أنشطة مواني أمريكية في إطار صفقة شرائها لشركة بي اند أو البريطانية.

ولتبديد المخاوف باعت موانئ دبي العالمية أصول الموانئ إلى شركة التأمين العملاقة أمريكان انترناشونال جروب التي كادت تنهار هذا العام وهي مملوكة الآن بنحو 80 في المئة للحكومة الأمريكية.

توالت الأحداث وتدخل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الشهر الماضي لإنقاذ شركة التأمين بتسهيل ائتماني قيمته 85 مليار دولار ثم قدم لها 37.8 مليار دولار أخرى.

وكالة (رويترز) نقلت أمس عن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قوله: إن على دول الخليج المساهمة في تمويل صندوق يهدف إلى إعادة الاستقرار إلى النظام المالي العالمي ومساعدة الدول التي أصابتها الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقال براون في بداية جولة تستمر أربعة أيام في منطقة الخليج: إن استعادة الاستقرار حول العالم سيفيد الدول الغنية المنتجة للنفط.

وأضاف براون في مقابلة مع تلفزيون سكاي نيوز: (الجميع لديه دور يلعبه في علاج هذا الانكماش العالمي وأعتقد أن الدول الغنية بالنفط ترغب أن تلعب دورها). وتابع: مصلحتها في سعر مستقر للنفط وليس في التقلب الهائل الذي شهدناه حيث ارتفعت أسعار النفط بشدة ثم انخفضت مرة أخرى. مصلحتها أيضا في اقتصاد عالمي يعمل بشكل جيد.

وجاء في حديث براون أن خطته تدعو إلى تنسيق أكبر للسياسة النقدية والمالية وتحسين الإقراض بين البنوك ومساعدة الدول المتعثرة. مشيراً إلى أن صندوق النقد الدولي يحتاج إلى أموال إضافية لكي ينشئ صندوقاً لمساعدة الدول المتعثرة.

المتابعون للشأن الاقتصادي لا يختلفون على أن العالم مطالب بأجمعه بالمساهمة والتعاون من أجل تجاوز الأزمة المالية التي لن يسلم من براثنها أحد في حال دخل الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود، لكن كثيراً من الدول الغربية تتجاهل الأدوار الإيجابية التي تقوم بها الدول المصدرة للنفط وخصوصاً في منظمة أوبك ثم ما تلبث أن تصرح بتحديد مآثر دول المنظمة والأدوار التي يمكن أن تقوم بها لخدمة الاقتصاد العالمي عند الأزمات والتاريخ يشهد أن منظمة أوبك دائماً ما كانت رمانة ميزان تساهم في استقرار الاقتصاد العالمي حين يكون ريشة في مهب الأزمات!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد