واشنطن - رويترز
إنها آخر علامات الاستفهام الكبيرة في السباق إلى البيت الأبيض أجريت حولها استطلاعات للرأي وخضعت للتحليل قرابة عامين ألا وهي.. من الذي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع ليدلي بصوته؟
تتوقف نتيجة السباق بين الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما على تركيبة لا يمكن التكهن بها من الناخبين ستدلي بأصواتها في انتخابات الثلاثاء.. هل هم من الناخبين الجدد أم الناخبين الشبان وهل هم من الناخبين السود أم من الضواحي أم ناخبين من البيض أم من أصول لاتينية أم ناخبين ريفيين أو حتى ناخبين مترددين؟
يتكهن مسؤولون في كلتا الحملتين بنسبة مشاركة مرتفعة ارتفاعاً قياسياً وتؤكد هذه التكهنات فيما يبدو زيادة في تسجيل الناخبين الجدد فضلاً عن الصفوف الطويلة من أجل التصويت المبكر في أنحاء البلاد.
لكن هذا الغموض الذي يلف تركيبة الناخبين الجدد وما إذا كانت نسبة المشاركة الكبيرة يمكن أن تحطم أنماط التصويت التاريخية أو أنها ستعززها إنما يلقي بظلال من الشك بشأن استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم أوباما المستمر على ماكين.
وقال ستيفن شير المحلل السياسي في كارلتون كوليدج مينيسوتا (مسألة من الذي سيذهب إلى صندوق الاقتراع أساسية لتحديد من سيصبح الرئيس القادم).
ويأمل أوباما في الحصول على دعم قوي من الناخبين الجدد والمترددين خاصة السود والشبان ليتجاوز إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها الديمقراطي جون كيري عام 2004 والتي بلغت 56 مليوناً.
لكن مسؤولين في حملة ماكين قالوا إنه ليس هناك دليل على أن زيادة نسبة الإقبال ستغير بالضرورة من تركيبة الناخبين او كما يأملون فإنها ستغير النتيجة يوم الثلاثاء.
وتكهن بيل مكينتيرف مسؤول استطلاع الرأي بحملة ماكين بأن يشارك ما بين 130 و135 مليون ناخب بحلول يوم الثلاثاء وهو ما يزيد عن عددهم عام 2004 بعشرة ملايين وعنهم عام 2000 بمقدار 25 مليون ناخب.
لكنه قال إن نسبة المشاركة تبدو أعلى في كل المجموعات السكانية مما يحتمل أن يحرم أوباما من أي أفضلية يكتسبها نتيجة لزيادة في عدد الناخبين السود والشبان.
ويقول مكينتيرف (يجعلون من الصعوبة بمكان التكهن بهذا السباق... لكنه في المجمل متقارب جداً جداً). وتشجع نتائج التصويت المبكر المسؤولين في حملة أوباما.
وذكر مسؤولون في ولايات متأرجحة مثل فلوريدا وكولورادو ونيو مكسيكو ونورث كارولاينا أن عدد الناخبين الديمقراطيين الذين أدلوا بأصواتهم مبكراً تجاوز عدد الجمهوريين وفي بعض الحالات بفوارق أكبر من عام 2004.
وفي كولورادو ونورث كارولاينا يزيد عدد الأصوات المبكرة التي تم الإدلاء بها عن إجمالي عدد الأصوات عام 2004 بقرابة النصف. وفي ولاية فلوريدا التي تشهد مواجهة مهمة جرى تمديد ساعات التصويت المبكر وتم الإدلاء بأكثر من ثلث إجمالي عدد الأصوات التي أدلي بها عام 2004. وقال ديفيد بلوف مدير حملة أوباما (يجري قذف النرد بينما نتحدث الآن. نعتقد أننا كسبنا أفضلية في كل تلك الولايات... وبالتالي فلن يكون على السناتور مكين يوم الانتخابات أن يفوز بالمعركة فحسب بل أن يفوز بها بشكل مقنع).وأضاف أنه في نيفادا 43 في المئة من الديمقراطيين الذين أدلوا بأصواتهم مبكراً من الناخبين الجدد او المترددين و19 في المئة من الديمقراطيين الذين صوتوا مبكراً في نورث كارولاينا لم يدلوا بأصواتهم قط في انتخابات رئاسية من قبل. وقال بلوف (خرجنا من دائرة النظريات نوعاً ما في الكثير من تلك الولايات. بدأنا نرى كيف ستسير الانتخابات على الأرجح بناء على نمط التصويت المبكر). وتابع بلوف أن أوباما متقدم في فلوريدا التي حسمت انتخابات عام 2000. وأضاف (من المؤكد أن أداءنا أفضل كثيراً مع الناخبين من أصول إسبانية في فلوريدا مما كان عليه الحال عام 2004 ونعتقد أنه أفضل من عام 2000 أيضاً). وتابع قائلاً (نبلي بلاء حسناً جداً مع الناخبين الذين ترجع أصولهم إلى بويرتوريكو وكولومبيا.
أعتقد أننا نبلي جيداً بشكل مدهش مع الناخبين الشبان الذين تعود أصولهم إلى كوبا).
والناخبون من أصول كوبية أكثر محافظة تقليدياً ويميلون إلى التصويت للجمهوريين.
لكن مسؤولين في حملة ماكين قالوا إن الجمهوريين تكون لهم الصدارة عادة بين الناخبين المغتربين وتظهر أرقام التصويت المبكر تقليدياً تأخرهم.
وقال مايك دوهيم المدير السياسي لحملة ماكين (نحن معتادون على العمل في مناخ يكون علينا فيه حشد دعم الديمقراطيين والمستقلين... لدينا ديمقراطيون محافظون ومستقلون نعتقد أنهم سيدلون بأصواتهم لماكين). وفي حين توجد أدلة على زيادة نسبة المشاركة من السود فإن من الصعوبة بمكان التكهن بما سيفعله الناخبون الجدد.
وأظهر تحليل لموقع اورلاندو سنتينل على الإنترنت عن التصويت المبكر في فلوريدا أن السود يمثلون ما يصل إلى 22 في المئة ممن يدلون بأصواتهم قبل يوم الانتخابات غير أنهم لا يمثلون إلا 13 في المئة فقط من الناخبين المسجلين بالولاية.
لكن مشاركة الشبان كانت بأعداد منخفضة نسبياً حيث لم تتجاوز نسبة الناخبين المبكرين تحت سن 35 عاماً 15 في المئة. وتمثل هذه المجموعة 25 في المئة من الناخبين المسجلين.
وقال شير (أعتقد أن أوباما يحتاج لكلتا المجموعتين ويحتاجهما بأعداد كبيرة وتصويت (الناخبين) الشبان سؤال حقيقي).وتدشن الحملتان الانتخابيتان مسعى لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الأيام الأخيرة. ويقوم الجمهوريون بتفعيل نسخة من خطة مشاركة الناخبين على مدار 72 ساعة التي جاءت لبوش بمكاسب هائلة عام 2004 .