واشنطن - الوكالات
دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش الأمريكيين إلى التصويت لانتخاب رئيس للولايات المتحدة خلفاً له وبرلمان جديد، مؤكداً أهمية الخيارات التي سيقومون بها.
وقال بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي: (الثلاثاء هو يوم انتخابات .. بعد أشهر من الجدل الحاد وحملة قوية، حان الوقت ليتخذ الأمريكيون قرارات مهمة تتعلّق بمستقبل بلدنا).
وأضاف: (أشجع كل الأمريكيين على التوجه إلى مراكز الاقتراع والتصويت) ..
وينتخب الأمريكيون الثلاثاء الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة وكونغرس جديداً وحكام عدد من الولايات، وسط قلق عميق حول الوضع الاقتصادي في البلاد، وشكوك بشأن الحربين في العراق وأفغانستان.
وقبل ثلاثة أيام من بدء الانتخابات أشاد أرنولد شوارزينجر حاكم ولاية كاليفورنيا بخبرة المرشح الجمهوري سيناتور أريزونا جون ماكين يوم الجمعة، وانتقد المرشح الديمقراطي باراك أوباما ووصفه بأنه مرشح (هزيل).
وقال شوارزينجر في حشد انتخابي مع ماكين في مدينة كولومبس بولاية أوهايو (في إشارة إلى أوباما) (إنه يحتاج إلى فعل شيء في ساقيه النحيلتين).
وأضاف نجم أفلام الحركة وبناء الأجسام السابق: أنه يرغب في رؤية أوباما في برنامج من أجل تقوية عضلات (ذراعيه الهزيلتين).
وشنّ شوارزينجر النمساوي الأصل هجوماً لاذعاً على أوباما لدفاعه عن السياسات الاشتراكية، منوهاً إلى إنه غادر أوروبا لأنّ (الاشتراكية قتلت الفرص هناك).
من جانبه وعد ريك ديفيس مدير حملة ماكين في رسالة الكترونية وجهها إلى حوالي خمسة ملايين شخص من أنصار الجمهوريين الجمعة بفوز ماكين في الانتخابات.
وكتب ديفيس في رسالته إذا كنتم تشاهدون مثلنا في المقر العام للحملة (الجمهورية)، المحطات التلفزيونية الأخبارية فإنكم سمعتم المحللين يقولون إن ماكين وحملته قد انهارا.
وأضاف: (إذا كنتم تتابعون السباق إلى البيت الأبيض منذ البداية، فقد سمعتم بالتأكيد ذلك، قبل أن يشكك في استطلاعات الرأي).
وأوضح ديفيس أن واحداً من كل سبعة ناخبين لم يحسم أمره بعد. وقال: (هذا يعني انه في حال صوت 130 مليون شخص الثلاثاء، فإنّ 18.5 مليوناً يمكن ان يتخذوا قراراً في اللحظة الأخيرة.
وأضاف: (نعتقد أننا نخوض سباقاً حامياً جداً ... وإننا قادرون على الفوز في الانتخابات).
وتوقع ديفيس ألا تصوت ولايات عدة ترجح استطلاعات الرأي أن تؤيد أوباما في الاقتراع. وذكر من هذه الولايات ايوا ونيفادا ونيومكسيكو وكولورادو.
كما توقع أن تصوت الولايتان اللتان لم تقررا بعد اتجاههما اوهايو وبنسلفانيا لماكين.
وقال ديفيس إن الديموقراطيين يقومون بحملتهم في داكوتا الشمالية وجورجيا واريزونا ليس لأن هذه (الولايات الجمهورية) مهددة، بل لأن الديموقراطيين (يعرفون) أنهم لا يتمتعون بتأييد (مؤكد) في عدد كاف من الولايات للفوز.
وكشف موقع (ريل - كليبوليتيكس) الذي ينشر معدل استطلاعات الرأي التي تجرى، أن أوباما يتقدم مساء الجمعة بفارق ست نقاط على ماكين (50% مقابل 43.5%).
وأكدت الاستطلاعات انتصار المرشح الديموقراطي في كل الولايات التي ذكرها ديفيس باستثناء داكوتا الشمالية وجورجيا واريزونا.
كما كشف استطلاع لرويترز وسي - سبان ومعهد زغبي نشر أمس السبت ان تقدم أوباما على ماكين تقلص بشكل طفيف إلى خمس نقاط.
وأظهر الاستطلاع الذي يجري على مستوى البلاد تقدم أوباما على مكين بواقع 49 في المئة مقابل 44 في المئة، بتراجع عن تقدمه بسبع نقاط الجمعة.
وأوضح ديفيس الذي يتولى إدارة الحملة الجمهورية أن ماكين ومرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن قررا عقد 14 اجتماعاً الاثنين عشية الاقتراع في 12 ولاية (لإقناع الناخبين والمترددين بالإدلاء بأصواتهم).
ويعتزم الجمهوريون أيضا الاتصال هاتفياً بخمسة ملايين ناخب على الأقل قبل انتهاء عطلة نهاية الأسبوع، والقيام بحملات إعلانية إذاعية وتلفزيونية (ستتجاوز الحملات الديموقراطية) في كل أنحاء البلاد.
وقال ديفيس إن (مرشحنا لن يستسلم أبداً)، قبل ان يدعو مؤيدي الحزب الجمهوري إلى أن (يطرقوا الأبواب ويتصلوا بالناس هاتفياً وبأصدقائهم وجيرانهم لمساعدة جون ماكين في معركته من أجلهم ومن أجل بلدهم).
وأضاف: (انها مهمتنا الأخيرة لمصلحة جون ماكين ولا نشك في إننا نستطيع الاعتماد على جهودكم وطاقتكم لننتصر في نهاية السباق).
إلى ذلك تحوّلت ولاية فيرجينيا التي كانت في الماضي من أشد أنصار الجمهوريين إلى ساحة معركة حظى فيها أوباما بتأييد قوي، آملاً في الحصول على 13 صوتاً انتخابياً المخصصة لولاية فيرجينيا في المجمع الانتخابي وفقاً لنظام الانتخابات الأمريكية القائم على أساس (الفائز يحصل على كل الأصوات).
ويأتي الظهور الجديد لولاية فيرجينيا في السياسات الانتخابية في إطار قرار أوباما بتوسيع قاعدة التأييد لحزبه من خلال تنظيم الحملة الانتخابية في الولايات التي استبعدها المرشحون الديمقراطيون للرئاسة من قبل، بما في ذلك مساحات شاسعة من الجنوب والمنطقة الغربية الجبلية.
وفي فيرجينيا - التي لم يفز فيها مرشح رئاسى ديمقراطي منذ عام 1964 - تشير استطلاعات الرأي إلى أن تقدم أوباما لا يعكس فقط المخاوف المتنامية إزاء الاقتصاد المتعثر، بل وكذلك التغييرات الديموغرافية في الأحياء الشمالية المحيطة بواشنطن المتحررة من النعرات المحلية والمؤيدة للديمقراطيين على نحو متزايد.
ويظهر تحول الأنظار إلى الديمقراطيين بصورة أكثر وضوحاً في أطراف المدن فيما تسمى ب (الأحياء الخارجية) التي تمتزج وتتصادم فيها أنماط الحياة الريفية والحضرية، حيث تحل الوحدات السكنية محل الأراضي الزراعية.
وفي مدينة ليزبرج شمال مطار واشنطن دوليس الدولي، احتشد الآلاف لسماع كلمة أوباما في تجمع انتخابي في الهواء الطلق نظم مؤخراً عند مجموعة من التلال المتعرجة المغطاة بالأشجار.
وقارنت جيسيكا بوكووينسكي (31 عاماً) بين الحماس بشأن فرصة تولي أوباما رئاسة البلاد، والتعبئة اليسارية المناهضة لبدء حرب العراق.
وأعربت بوكووينسكي التي انتقلت إلى تلك المنطقة مع زوجها قبل ثلاثة أعوام قادمة من مدينة سان فرانسيسكو - المعقل الليبرالي الحصين - عن سعادتها لإسهامها في التحول الديموغرافي وقالت: (لم أتخيل أبداً أننى سأرى شيئاً كهذا في ليزبرج مع هذا العدد من الأشخاص الذين أتفق معهم).
ونظم ماكين وسارة بالين سبعة تجمعات انتخابية في الولاية، في حين توجه أوباما إلى فيرجينيا عشر مرات في الشهرين الماضيين في إطار حملته الانتخابية.
وافتتح فريق أوباما العشرات من المكاتب المحلية بفيرجينيا، حتى في المناطق التي طالما هيمن عليها الجمهوريون.
وفي الحقيقة، كانت فيرجينيا هي أول الولايات الأمريكية التي تنتخب حاكماً أسود في عام 1990م.