في البدء لا بدّ من الإشادة والتنويه، والشكر العميق لرجال الأمن وأجهزة الشرطة وقوّاتهم المتخصصة، كقوّة المهمّات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض، وباقي مناطق المملكة، والشكر موصول لقوات البحث والتحرِّي في الرياض والمناطق الأخرى، ولكلّ الأجهزة الأمنية التي تواصل ضربها والإطاحة بأوكار الجريمة والشر التي تقيمها بعض الجماعات من العمالة الوافدة، والتي أخذت تطوِّر أعمالها وتزداد شروراً، وهذا ما فرض على أجهزة الشرطة أن تطوِّر هي الأخرى عملها وتزيد من احترافيتها التي تجعلنا والحمد لله نطمئن أنّ بلادنا تحرسها العناية الإلهية ومن ثم أبناؤنا من رجال الأمن، الذين ما فتئوا يوجِّهون الضربات لقوى الشر والإجرام.

والغريب أنّه، ورغم كلّ الضربات الموجعة التي توجهها الأجهزة الأمنية، إلاّ أنّ قوى الإجرام تصعد من أعمالها، حتى أصبحنا نواجه عصابات إجرامية تمارس أعمالاً متنوعة تمنح الرخص والوثائق والاعتمادات والخطابات موثّقة وممهورة بأختام وطوابع، وجميعها مزوّرة بإتقان لا تكتشف إلاّ من قِبل المختصين .. وتكشف القصة الخبرية التي نشرتها الجزيرة أمس عن هذه (العصابات الإجرامية المصغرة)، فقد وجّهت قوّة المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض ضربة مباغتة وسريعة لعصابة مكوّنة من ثلاثة أشخاص من الجنسية الهندية، قاموا بتحويل أحد المنازل بحي الغرابي إلى معمل متكامل لتزوير الإقامات والجوازات ورخص السير واختام الدوائر الحكومية والسفارات والأوراق الرسمية، وتصريفها عبر أحد البوفيهات بحي البطحاء على العمالة الوافدة .. جاء ذلك عندما تلقّت شرطة منطقة الرياض معلومات عن وجود هذه العصابة ونشاطها الإجرامي، وعليه كلّف مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبد الله بن سعد الشهراني قوّة المهمات والواجبات الخاصة بتولِّي تتبّع الجناة والقبض عليهم، حيث تولّت فرق البحث والتحري بقوّة المهمات مراقبة تحركات الجناة في عدّة أحياء داخل العاصمة، وأسفرت تلك الجهود عن معرفة سكنهم ونشاطهم، وتصريف ما يقومون به من تزوير بأحد البوفيهات التابعة لهم بحي البطحاء، وبعد جمع كافة المعلومات عن الجناة قامت الفرق بدهم سكنهم بحي الغرابي وضبطهم، حيث عُثر داخل سكنهم على معمل متكامل للتزوير وعُثر على المضبوطات التالية - عدد 11 ختماً يخص جوازات الرياض (الوافدين - الخادمات - نقل الكفالات - قسم التوقيف بالجوازات - ختم خروج جوازات مطار الملك خالد الدولي - ختم التأشيرات)، عدد 3 أختام تابعة لمرور منطقة الرياض - عدد 1 ختم وزارة العمل - عدد 1 ختم السفارة السعودية بالهند - عدد 1 ختم تابع لأمانة مدينة الرياض الشئون الصحية للبيئة - عدد 1 ختم محافظة الأفلاج - عدد 3 أختام تابعة للسفارة الهندية بالرياض - عدد 1 ختم لرئيس القسم القنصلي بالخارجية - عدد 1 ختم جوازات محافظة المذنب - عدد 1 ختم الغرفة التجارية بالرياض - عدد 1 ختم تصديق وزارة الخارجية على الجوازات - عدد 1 ختم عمدة منفوحة الجديدة - عدد 1 ختم مركز شرطة منفوحة - عدد 30 ختماً مختلفاً لشركات ومؤسسات وأسماء أشخاص (أفراد) .. مجموع الأختام 59 ختماً، منها 29 ختماً لجهات حكومية و30 ختماً لشركات ومؤسسات وأفراد - عدد الإقامات المزوّرة 141 إقامة مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 26 جواز سفر مزوراً جاهزاً للتسليم - عدد 6 رخص عمل مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 13 شهادة صحية مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 195 رخصة قيادة سير هندية مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 78 رخصة قيادة سير سعودية (عمومي) مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 2 رخصة قيادة آليات ثقيلة مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 20 ورقة إصلاح للسيارات المصدومة مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 34 بطاقة صحية مزوّرة جاهزة للتسليم - عدد 26 استكر تابعة للغرفة التجارية بالرياض - ومجموعة خطابات موجّهة لجهات رسمية مزوّرة جاهزة للتسليم، وعدد كبير من الطوابع التي توضع على الإقامات، ومجموعة من عقود الأنكحة لغير السعوديين مزوّرة جاهزة للتسليم - تم تسليم الجناة وما ضُبط بحوزتهم لجهة الاختصاص لاتخاذ اللازم وما زال التحقيق جارياً معهم.

والسؤال: أين مكفولو هؤلاء، ومن يغطِّي على أعمالهم، ومن أتاح لهم تحويل أحد المنازل مقراً ل (سفارتهم الإجرامية)؟!

أسئلة لا يجيب عليها إلا المواطن الذي عليه أن يتحمل مسئوليته في الحفاظ على أمن وطنه بدلاً من أن يحمِّل الأحهزة الأمنية أعباءً جديدة بجلبه عمالة لا يحتاجها ويسرِّحها في الشوارع تاركاً إياها تمارس شواذ الأعمال.