في لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله- لما فيه خير ديننا وبلادنا وأمتنا مع رؤساء تحرير الصحف المحلية والذي حضره عدد من أصحاب السمو وكبار قياديي وزارة الثقافة والإعلام، اختصر -رعاه الله- أهداف السياسة الإعلامية في بلادنا والتي سبق أن أقرتها
الدولة في كلمتين عظيمتين وهما الدين والوطن. ذلك أن هذين الأمرين الدين والوطن هما أغلى ما نملكه في بلادنا قيادة وشعباً، فالدين الإسلامي الحنيف هو عقيدتنا الذي لا يقبل المولى عز وجل التعبد بغيره إلى قيام الساعة لكونه آخر الأديان وناسخ للأديان السابقة ولكون رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم جيمعاً أفضل الصلاة والسلام، وبلادنا هي مهبط الوحي (القرآن الكريم) الذي جاء به دين الإسلام العظيم ورسوله الكريم ومن بلادنا انطلق الإسلام إلى كافة أنحاء المعمورة. ولذا فإن مسؤولية بلادنا كبيرة عالمياً وإسلامياً تجاه هذا الدين الحنيف، وينظر إليها بأنها زعيمة العالم الإسلامي ويطلب منها إصلاح ذات البين في الخلافات التي تحصل في الأوساط العربية والإسلامية، بل إن دور المملكة الإسلامي يعد من أسباب الثقل السياسي الذي تتميز به بلادنا في المجال الدولي.
فالملك عبدالله -وفقه الله- عندما اختزل ملامح السياسة الإعلامية في بلادنا في هاتين الكلمتين فهو إنما يعبر عن إحساسه بالمسؤولية الكبرى بحكم موقعه الريادي تجاه هذين المحورين المهمين لحياة المواطنين خاصة والمسلمين عامة. فإذا كانت البابوية بالفاتيكان مسؤولة عن الدين المسيحي العظيم الذي جاء به رسول الله عيسى عليه السلام، والكنيست مسؤولة عن الدين اليهودي العظيم الذي جاء به رسول الله موسى عليه السلام، فإن مسؤولية بلادنا لا تقل عن ذلك على الاطلاق بالنسبة لدين الإسلام العظيم باعتبارها - كما سبق أن ذكرنا- مهبط الوحي ونقطة انطلاق الإسلام إلى مختلف أنحاء العالم، ومقر بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
ولذلك فقد كان بابا الفاتيكان الحالي في غاية السرور بعد اللقاء الذي جمع بينه وبين خادم الحرمين الشريفين قبل حوالي السنتين لأن البابا قد تلقى كل ما يتعلق بالإسلام وسماحته من مصدره الأساسي.
إن السياسة الإعلامية في بلادنا تركز في أهدافها على خدمة هذين المحورين الدين والوطن باعتبار أن هذه السياسة مستمدة من مبادئ الإسلام وأسس المجتمع السعودي، فهذه السياسة تهدف إلى الآتي:
- التزام الإعلام السعودي بالدين الإسلامي قولاً وعملاً.
- مناهضة التيارات الهدامة والاتجاهات الإلحادية.
- إبراز مكانة المملكة في المحافل الدولية وما حققته من تقدم ونجاح ورفاهية.
- توثيق روابط المحبة والتعاون بين المواطنين ونبذ مسببات الفتنة والفرقة وحفزهم على العمل والعطاء.
- الاهتمام بالأسرة باعتبار أنها نواة المجتمع.
- مكافحة الأمية ونشر الوعي والثقافة العامة.
- احترام حقوق الأفراد والجماعات وتأصيل روح التكافل الاجتماعي.
- تحلي وسائل الإعلام بالموضوعية وتحاشي المبالغات والمهاترات.
- حظر طبع أو نشر أو تداول كل ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية أو يخل بالنظام العام أو الآداب أو الأمن العام.
- إعطاء وزارة الثقافة والإعلام الحق في مصادرة أي صحيفة تقوم بنشر ما يسيء إلى الدين الإسلامي أو يعكر الأمن أو يخالف الآداب العامة.
asunaidi@mcs.goc.sa