مسافات الزمان والمكان ديم يستمطرها الإنسان.. فتكون في أرض تنبت العشب وأخرى تحفظ الماء وأخرى ليس لها من الخير إلا كما لنواصب الجبال من بقايا السيل..
مسافات الزمان والمكان قصة ترتبط بقصة كل إنسان.. وتَنْدَسُّ في أسطر ذكرياته.. وتضفي عليه وجوده وكينونته.. وترسم في وجهه قصة إنسان في زمن ما ومكان ما..
***
لي معها وقفة حين تبعدنا وتدنينا.. كيف تجعل منا أشخاصا استثنائيين؟ كيف تكون للخائف أمنا.. وللآمن خوفا.. للفقير غنى وللغني فقرا.. للذليل عزا وللعزيز ذلا...؟
كيف تدنينا من أشياءنا فتبعد قلوبنا عنها وكيف تبعدنا عنها فتدنيها قلوبنا لها؟
كيف تجعل من ابتعادها اتساع رؤية قد يصل لحد التلاشي؟ وشوق فؤاد قد يصل لحد الكمد؟ وجمال تأمل قد يصل لحد الهوس؟
وكيف تجعل من اقترابها؟ اندماجا قد يصل لحد الضياع؟ واحتواء قد يصل لحد الخنق؟ واعتيادا قد يصل لحد المقت؟
***
(زمكانية) المسافة متغير في قلب معادلة الحياة تحدد الأشكال وترسم الرؤى.. تجعل من الرواسي في بعدها تلالا ومن التلال في قربها جبالا.. ونرى المفقود في بعده غاية كل حي والموجود في قربه يصل إلى لا شيء!
تلك المسافات التي تحدد معالم الطريق بليلها وصبحها قربها وبعدها وما الإنسان فيها إلا عابر مسافات.. غريب في أرضها منتظر في وقتها ليس له من الأمر سوى طاعة المتمرد.. نراها سرابا يلوح كماء حتى إذا جئناها وجدنا أنفسنا نرتدي ثيابا أخرى وربما قلوبا أخرى!
***
مع المسافات نحيا وبها نتعامل وفي مدنها نعيش تحت معادلة نحفظها جميعا - تخبرنا أنَّا تكوين تؤطره الزمكانية بمتغيراتها -
(ولكل زمان دولة ورجال)..
فلا يغرنك من حالك قوة ولا يحبطنك منها ضعف فساعة الزمان تمضي ومعالم المكان تتغير..
***
(لا تقوم لحركة الزمان والمكان والإنسان قافية موزونة..)
عبدالعزيز التويجري
almdwah@hotmail.com