Al Jazirah NewsPaper Friday  31/10/2008 G Issue 13182
الجمعة 03 ذو القعدة 1429   العدد  13182
حديث المحبة
الجمارك.. ودورها الاقتصادي المتنامي
إبراهيم بن سعد الماجد

في مقالات سابقة أشرت إلى دور الجمارك السعودية في حفظ أخلاق وأمن هذه البلاد الطاهرة، كما أشار إلى ذلك سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - حفظه الله- في خطبة الجمعة من جامع الإمام فيصل بن تركي بالرياض.

واليوم أعود لأكتب عن دور الجمارك السعودية في حفظ مكتسبات هذا الوطن وحفظ حقوق التاجر والمستهلك على حد سواء، أكتب والمنتدى العربي الأول لحماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد ينهي أعماله في مدينة جدة وعلى مدى ثلاثة أيام وبرعاية من أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، هذا المنتدى الذي تحدثت فيه الكثير من الوجوه المحلية والعربية والعالمية المعنية بهذا الشأن مما يبرهن على أهمية الحدث وخطورة الأمر.

ولعل الراصد لما يحدث في الأسواق من غش تجاري كبير وعلى كافة الأصعدة يدرك خطورة الأمر، وأنه يحتاج إلى جهود كبيرة ومتضافرة من الجميع تجاه هذا الغش الذي ربما يجوز لنا أن نطلق عليه غشا منظما، لأنه للأسف يصدر عن جهات تجارية كبيرة ولم يعد يمارس من قبل صغار المتعاملين في الأسواق بل صار يمارس على نطاق واسع جدا ومن خلال شركات كبيرة وتجاوز الحد الأخلاقي الممكن إلى الخطوط الحمراء في ذلك حتى وصل إلى الغش في الأدوية وأدوات السلامة مما يهدد حياة الناس وسلامتهم.

أن تقبل بسلعة مقلدة وأنت تعرف أنها فعلا مقلدة فهذا شأنك أنت ولكن أن تخدع في دواء تتناوله على أنه فاعل ومفيد وهو عكس هذا تماما فهذه المصيبة التي لا يمكن أن تقبل بأي شكل من الأشكال، ولا تقل خطورة عن الدواء وسائل السلامة وما يتبع هذا الصنف من مواد إن لم تكن ذات جودة عالية تسببت في مصائب ربما تكون كبيرة تطال الأنفس والممتلكات.

في أسواقنا كما في أسواق عالمنا العربي الكثير من السلع المقلدة والمغشوشة يدرك المستهلك ذلك فيما يتعلق بالإكسسوارات وما شابهها ويخفى عليه ما كان مقلدا أو مغشوشا من أدوية وقطع صناعية وأدوات سلامة وما شابه ذلك، ولا يمكن للإنسان العادي غير المتخصص اكتشاف هذا المقلد أو المغشوش بأي شكل من الأشكال إلا بعد التجربة وهنا يكون الفأس قد وقع في الرأس كما يقال في بعض الحالات وخاصة فيما يتعلق بالأدوية وقطع الغيار وأدوات السلامة.

إن رجال الجمارك لهم الدور المهم في هذه القضية وهم بلا أدنى شك يقومون بهذا الدور بكل اقتدار ربما تنقصهم الإمكانات أحياناً، وأحياناً كثيرة الحوافز وهذا أمر يجب أخذه بعين الاهتمام. أعرف جيداً حرص مدير عام الجمارك السعودية وما يقوم به من جهود غير معلنة في سبيل الرقي بهذا الجهاز ومنح العاملين فيه دفعات نفسية كبيرة في سبيل راحتهم وتأمين الحياة الكريمة لرجال يعملون في كافة أنحاء الوطن للحفاظ على هذه الأرض وهذا الإنسان من كل ما يمكن أن يضر بدينه أو أمنه أو اقتصاده، ولهم دورهم الاقتصادي المتنامي، ولكن المأمول أن تتضافر جهود الجهات الأخرى مع جهود هذا الجهاز، وكذا المواطن والتاجر لعلنا نصل إلى نتيجة تحمي الجميع من وباء الغش التجاري وما يتبعه من مشاكل لا يدركها الكثير منا للأسف الشديد.

إن ما قامت به الجمارك السعودية من تنظيم لهذا المنتدى لهو خطوة في الاتجاه الصحيح، آمل أن يتبع ذلك منتدى آخر محلي يصحبه حملة توعوية لكافة طبقات المجتمع.



Almajd858@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد