الرياض - أحمد القرني:
حققت مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للشؤون الصحية بالحرس الوطني في الرياض مساء أمس نجاحها العشرين في عمليات فصل التوائم بحمد الله بعد أن أنهى الفريق الطبي الجراحي السعودي فصل التوأم السيامي العراقي (إياد وزياد).
وأعلن رئيس الفريق الطبي والجراحي المدير التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور عبدالله الربيعة في الساعة السادسة والنصف مساء أمس انتهاء عملية الفصل قبل موعدها المتوقع بأربع ساعات.. بعد أن مرت بثمان مراحل ناجحة، بدأت بالتخدير، فعملية المنظار، ومن ثم تعاقبت مراحل فتح الصدر والبطن وفصل الأمعاء والكبد والبنكرياس، تلا ذلك فصل الصدر والبطن ونقل التوأم على طاولتين منفصلتين.
وقال الدكتور الربيعة: (كانت لحظة الفصل التام بين جسدي التوأم السيامي العراقي (إياد وزياد) تمت عند الساعة الثالثة و15 دقيقة بعد الظهر، بتقدم 3 ساعات عن الوقت المتوقع ضمن البرنامج الجراحي للعملية، بعد أن باشر العملية الفريق الطبي والجراحي المكون من 45 طبيباً وأخصائياً وممرضاً يمثلون 5 أقسام متعددة التخصصات في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بحضور أطباء من مستشفى الملك خالد الجامعي وبحضور 4 أطباء عراقيين).
تجدر الإشارة إلى أن 19 طبيباً بقيادة الدكتور الربيعة قد باشروا ببدء العملية، يساندهم 3 فنيي تخدير و23 ممرضاً وممرضة أولى مراحل العملية 20 لفصل التوائم السياميين.
وشرح الدكتور خالد عبدالرحمن المزروع استشاري الأنف والأذن والحنجرة للأطفال رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية: (إن التوأم استقر في غرفة العمليات عند الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة صباحا، حيث تم عمل منظار مرن للأنف والحنجرة للتوأم الأول إياد، عقب ذلك تم تخدير إياد لإجراء منظار قاسٍ للحنجرة والقصبة الهوائية، وأظهرت النتائج وجود عيب خلقي (ليونة) لدى إياد بنسبة 50% مع علامات ارتجاع في المريء).
وأشار الدكتور المزروع إلى أنه تم بعد ذلك إجراء منظار قاسٍ للحنجرة والقصبة الهوائية للتوأم زياد أظهر أنّ وضعه طبيعي، بدأ بعدها الفريق بإجراء القسطرة الوريدية والشريانية والمركزية، وتجهيزات الإعداد والتعقيم تمهيداً لبدء المرحلة الرابعة وهي مرحلة فتح الصدر والبطن التي بدأت فعلياً عند الساعة العاشرة وخمس وخمسين دقيقة، وقال المزروع: إن نسبة الخطورة تصل إلى 35%، وتتبقى نسبة الخطورة قائمة في جميع مراحل العملية.
فيما أوضح استشاري جراحة الأطفال الباحث في مركز الملك عبدالله العالمي الدكتور محمد زمخشري أنه تم فصل غشاء القلب عند الثانية عشرة ظهرا بنجاح، وبعدها تم تقييم مدى الالتصاق بالكبد والقنوات المرارية وقنوات البنكرياس، مشيراً إلى أنه لم تنتج عن العملية أي مشكلات طبية، والحالة الطبية للطفلين إياد وزياد مستقرة، ولم تظهر مؤشرات نزيف.
كما بين أنه تم استخدام الكي الكهربائي لتحديد منطقة الفصل، وبعدها استخدم المشرط الصوتي، وقال عضو فريق فصل التوأم السيامي العشرين الدكتور عايض القحطاني إنه تم فصل الكبد بالكامل عند الواحدة وعشر دقائق ظهرا بعد أن أمضى الفريق الطبي وقتا في التعرف على الاتصال المشترك لدى التوأم إياد وزياد وتم اكتشاف اتصال في نهاية الاثني عشر بطول 100 سم، وبعدها تم فتح الاثني عشر والتعرف على اتصال المجاري الصفراوية في الأمعاء.
وقال: (بعدها تم فصل الكبد باستخدام الأشعة الصوتية والليزر عند الواحدة وعشر دقائق، وبعد عشرين دقيقة بدأت مرحلة فصل الأمعاء التي سبقت مرحلة الفصل الكامل).
كما كان الدكتور الربيعة قد أعلن عند الثانية والنصف فصل الأمعاء بنجاح بعد أن حاول الفريق الطبي أن يكون عادلا بين التوأم إياد وزياد إذ خصص 50 سم لكل منهما، وأخذ التوأم إياد الجزء الأقرب من الأمعاء الدقيقة.. وقال الدكتور: الربيعة عبر الشبكة التلفزيونية على الهواء مباشرة خلال العملية (لحسن الحظ وجدت شرايين في كلا الطرفين)، بعد ذلك وفي الساعة الثالثة و15 دقيقة بدأ فصل الصدر والبطن باستخدام مشرط الليزر الحراري لتقليل كمية النزف، وتم نقل التوأم في سريرين منفصلين تمهيداً لإغلاق الجرح ووضع الضمادات.
يذكر أن التوأم السيامي العراقي إياد وزياد وصلا إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية قبل 6 أشهر، ويبلغان من العمر 36 أسبوعاً.