نيويورك - (رويترز)
ظنت سمسارة عقارات في الثانية والثمانين من عمرها تعاني من التهاب حاد بالمفاصل أنها ستكون قد تقاعدت الآن، فيما يتساءل أستاذ جامعي يصغرها بخمسة وعشرين عاماً إن كان سيتوقف عن العمل أبدا.
ومع تقلص محافظ الأسهم في الأسابيع الأخيرة والانخفاض الحاد في قيمة المنازل على مدار العام المنصرم يقول كثير من الأمريكيين كبار السن الذين ما زالوا يعملون إنهم لا يرون نهاية في الأفق. ولطالما قال أغلبية الأمريكيين إنهم يتوقعون الاستمرار في العمل بعد سن التقاعد والآن في ظل الأزمة المالية يقول خبراء إن أعدادهم ستزيد.
وحتى قبل الأزمة أظهرت دراسة مسحية نشرتها منظمة (ايه.ايه.ار.بي) وهي جماعة ضغط ودفاع عن حقوق المسنين الأمريكيين الأسبوع الماضي أنه حتى قبل نشوب الأزمة قال 70 في المئة من العاملين الكبار في السن الذين جرى استطلاع رأيهم العام الماضي إنهم يعتزمون العمل حتى بعد وصولهم إلى سن التقاعد. وكانت الحاجة للمال أكثر الأسباب التي ذكروها شيوعاً.
وقال ريتشارد جونسون الباحث بمعهد ايربان في واشنطن (هناك الكثير من الأسباب ليشعر الناس بأنهم أقل أمناً عند التقاعد مما كان عليه الأمر قبل 20 عاما أو حتى 20 يوما مضت). وأضاف (إنه تغير طويل المدى نشهده وبالطبع تزايد في الأشهر الماضية).
وأشارت ديبورا راسل مديرة قسم قضايا القوة العاملة بمنظمة (ايه.ايه.ار.بي) إلى أنه في حين لا توجد بيانات حديثة متوفرة لتظهر عدد الأشخاص الكبار في السن الذين سيستمرون في العمل فإن دون شك سيتخذ عدد متزايد هذا القرار.
وقالت (رد الفعل الفوري للناس هو أنهم ينظرون إلى الاقتصاد ويبحثون أحوالهم المالية لهذا ربما يكون العمل لمدة أطول هو السبيل الوحيد ليتمكنوا من الحفاظ على الأمان المالي).
ويقول خبراء إن العواقب بالنسبة لأماكن العمل ربما تكون كبيرة، إذ يستمر مزيد من الناس في وظائفهم لفترات أطول. ويشيرون إلى أن أحد المخاوف أن يكون الموظفون المتقدمون في السن أعلى تكلفة فيما يتصل بالأجور والمزايا.
ويرى جونسون أن من بين الآثار الأخرى ظاهرة بقاء الموظفين الأكبر سناً في الوظائف العليا مما يحول دون إتاحة الفرصة للموظفين الأصغر سناً. وقال (الكثير من الأشخاص الأصغر سناً ينتظرون هذه الوظائف الجيدة... إذا ذهب الأمر إلى حد أن الأشخاص الأكبر سناً لا يتخلون عن هذه الوظائف فإن ذلك سيسبب مشاكل).
وبالنسبة للموظفين المتقدمين في السن مثل سمسارة العقارات المسنة فإن عدم القدرة على التقاعد مصدر إحباط شديد. وهو الإحباط الذي لا تريد أن يعلم جيرانها في نيو كانان بولاية كونيتيكت عنه شيئاً لهذا طلبت عدم نشر اسمها.
وقالت (كنت أعتقد أني أتمتع بقدر جيد من الأمان. الآن أتمتع بقدر ضئيل من الأمان... لقد أضاف هذا مشكلة يعاني منها جيلي وهي أننا لن نستطيع الانتظار حتى يتم التعافي. قد لا أكون هنا حين يحدث التعافي).