الرياض - الجزيرة
قد تكون الأزمة المالية التي تضرب اقتصاد العالم اليوم مفترق طرق ليس لمسؤولي الحكومات وكبار التنفيذيين في الشركات بل قد تمتد إلى عامة الناس وتؤدي إلى تغيير نمط سلوكهم وطريقة عيشهم.
فبعد فبراير الشهير عام 2006م وانهيار سوق الأسهم السعودي لوحظ تغير أوجه الصرف خاصة عند ذوي الدخل المحدود الذي خسروا مدخراتهم، فتغيرت أنواع السيارات إلى الأدنى، والاكتفاء بسكن صغير على حساب فلة واسعة وغير ذلك. ثم ارتفع مؤشر التغيير في طريقة العيش بعد ارتفاع الأسعار فاستغنى البعض عن الكماليات ليكتفي بالأساسيات. واليوم أزمة أخرى وقد تغير أيضا.
ونقلت الوكالة الألمانية أمس استطلاعاً للرأي أن ثلث الألمان يرغبون في خفض نفقات شراء الملابس الجديدة بسبب عدم شعور المواطنين بالاطمئنان إزاء الموقف الاقتصادي في المستقبل. وأشار الاستطلاع الذي نشر نتائجه معهد فورسا لقياس الرأي إلى رغبة نصف النساء الألمانيات في شطب نفقاتها الخاصة بالحصول على أحدث خطوط الموضة على الرغم من اهتمام المرأة الألمانية في العادة بمسايرة الموضة.
في الوقت نفسه أكد ثلث المستهلكين الألمان أنهم سيقلصون نفقاتهم الخاصة بشراء الأحذية والملابس بما في ذلك البضائع الفاخرة والعلامات التجارية الغالية. وأوضح الاستطلاع الذي شارك فيه 1013 شخصا من أنحاء ألمانيا أن أقل المتاجر المتأثرة بتراجع المستهلك الألماني عن الإنفاق هي سلسلة المتاجر الرخيصة والمتاجر متوسطة الأسعار صاحبة التاريخ الطويل والاسم العريق ومواقع الشراء عن طريق شبكة الإنترنت.
ويقول الخبراء إن شراء الملابس يعتبر من النفقات الاختيارية بمعنى قدرة المستهلك على (ربط الحزام) عند اللزوم على عكس المواد الغذائية التي لا بديل عن شرائها. وانعكس تحفظ المواطن الألماني بالسلب على مصممي الأزياء حيث أكد نصف العملاء رغبتهم في خفض النفقات في المستقبل فيما أعربت نسبة 27% عن رغبتها في طلب الملابس عبر شبكة الإنترنت.