موسكو - سعيد طانيوس
تعمل مؤسسات بحثية وصناعية تابعة لوزارة الدفاع الروسية على إنشاء منظومة مخابراتية استطلاعية عسكرية جديدة تتصل بشبكة الإنترنت العالمية.
وأوضح مدير إحدى هذه المؤسسات التي تعرف باسم (ستريلا) أن الأمر في عصرنا الحديث يتطلب تجميع وسائل الاستدلال على الأهداف المطلوب تدميرها بالقذائف المدفعية أو بالقنابل الجوية أو بالصواريخ في منظومة واحدة تعتمد على الاستطلاع الفضائي والجوي والأرضي.
وتقوم مؤسسة (ستريلا) بتصنيع ما يدخل في تكوين منظومة الإنترنت الاستطلاعية كالرادار (آيِستيونوك) الذي يستطيع اكتشاف مدافع الهاون وغيرها من الأسلحة والطائرات المروحية وأفراد القوات، وتوجيه القذائف المدفعية، أو الرادار (فارا 1) وهو عبارة عن حقيبة يبلغ وزنها 18 كيلوغراما ويستطيع الشخص الواحد حمله على كتفه. ويمكن تركيب هذا الرادار على راجمة القنابل والمدفع الرشاش. ولا يُطلب من الجندي غير توجيه الرادار إلى قطاع محدد وفتحه لينبهه الرادار إلى وجود الهدف، إنسانا كان أو حيوانا أو آلة متحركة، فور اكتشافه.
وهناك جهاز مراقبة أطلق عليه اسم (أوبزور ت م 1). ويضم هذا الجهاز راداراً وجهاز رؤية ليلية. وتحمله شاحنة من طراز (كاماز) أو سيارة من نوع (جيب).
الى ذلك، وتحت عنوان (إنذار صاروخي للإدارة الأمريكية الجديدة) قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية الجمعة الماضية، إن التجربة الناجحة التي أجرتها القوات الإستراتيجية الروسية يوم الاربعاء الماضي، أكدت صلاحية (خنجرها الصاروخي) المتمثل بصاروخ (ر س - 18) أو (ستيليت) (خنجر صغير) بحسب مصطلحات حلف شمال الأطلسي. ويرى بعض الخبراء، مع ذلك، أن ثمة حاجة إلى بديل حديث لهذه الصواريخ الرهيبة التي دخلت الخدمة العسكرية قبل 21 عاما.
وقد أوجدت روسيا البديل المناسب وهو صاروخ (ر س-24) الذي يستطيع حمل 6 إلى 10 رؤوس مدمرة يمكن أن تكون نووية. ومن المنتظر أن تبدأ القوات الروسية بتسلم السلاح الصاروخي الجديد في كانون أول/ ديسمبر 2009 كما قال قائد القوات الإستراتيجية الروسية الجنرال سولوفتسوف.
ولم يتم تحديد توقيت دخول الصواريخ الجديدة الخدمة العسكرية هكذا بالصدفة، ففي كانون أول/ ديسمبر 2009 تنتهي اتفاقية فرضت حظرا على الصواريخ المتعددة الرؤوس، وهي الاتفاقية التي أبرمتها روسيا والولايات المتحدة.
وقد أعلنت روسيا عن رغبتها في تجديد هذه الاتفاقية التي تفرض، من جملة أمور أخرى، قيودا على تسليح البلدين بالأسلحة النووية الهجومية، إلا إن الإدارة الأميركية الحالية رفضت تجديد هذه الاتفاقية أو توقيع اتفاقية جديدة من هذا النوع.
وإزاء ذلك قررت روسيا تسليح قواتها بصواريخ جديدة تحمل عدة رؤوس مدمرة برغم مصاعب ترتبت على الأزمة المالية العالمية.
واعتبر هذا القرار بمثابة انذار موجه إلى الإدارة الأمريكية المقبلة.