Al Jazirah NewsPaper Friday  24/10/2008 G Issue 13175
الجمعة 25 شوال 1429   العدد  13175
(الجزيرة) تستطلع آراء الرياضيين والإعلاميين حول تكريم مؤسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ (ابن سعيد)
جهوده المضنية ولمحاته الوارقة.. تفرض تكريمه

استطلاع خالد الدوس

**عندما نتناول تاريخ الحركة التأسيسية للرياضة بالمنطقة الوسطى.. لا بد أن يذكر اسم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد (متعه الله بالصحة والعافية) الذي ساهم في غرس بذرة التأسيس الأولى في أرضية البناء والتكوين قبل ما ينيف عن ستين عاماً خلت.. وسقاها بماء الدعم والاهتمام والمؤازرة، حتى نهضت هذه الحركة بجهود رجالاتها الأوفياء ورموزها العصاميين ومنهم بالتأكيد .. شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد، ومحمد الصايغ وعبد الله بن أحمد - رحمهما الله - وهؤلاء قامت (رياضة الوسطى) على أكتافهم في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفارط.. بدعمهم المتواصل وعطائهم الكبير وتضحياتهم الجسيمة فجعلوا من كرة القدم واقعاً ملموساً وواجهة مشرفة بعد أن تكبّدوا تبعات رفض المجتمع للرياضة باعتبارها لم تكن مقبولة اجتماعياً عند المجتمع النجدي.. في تلك الأيام الخوالي.. بيْد أنهم نجحوا في إقناع المجتمع بجدوى قيام الرياضة وأهميتها الصحية والاجتماعية والثقافية والفكرية.

* ولأنّ الحديث عن رجل بقامة ومكانة وحجم وتاريخ.. (أبو مساعد) الذي أسس أكبر ناديين بالمنطقة الوسطى هما (الشباب والهلال)، علاوة على دعمه لمعظم الأندية الأخرى في الوسطى أو الغربية ... حرصت الجزيرة على استطلاع آراء بعض الرياضيين والإعلاميين حول تكريم هذه الشخصية العصامية التاريخية.. بما يتناسب مع الدور الريادي الذي لعبه (شيخ الرياضيين) في خدمة الحركة الرياضية بالمملكة قاطبة وعلى مدى (60 عاماً) خلت.. نتناوله عبر الأسطر التالية..

التكريم أقل واجب

* في البداية تحدث رئيس النادي الأهلي السابق الدكتور عبد الرزاق أبوداود قائلاً: لا شك أن الشيخ عبد الرحمن بن سعيد هو أحد رواد الحركة الرياضية بالمملكة العربية السعودية وقدم لها خدمات جليلة من خلال تأسيسه لنادي الشباب عام 1367هـ والهلال 1377هـ وخدمة الرياضة في المملكة بشكل عام، ومسألة تكريمه لها أهمية كبرى نظير ما قدمه للحركة الرياضية السعودية من تضحيات وعطاءات ودعم مستمر أكسبه صفة الريادة.

.. وعن تكريم هذا الرمز قال أتصور أنه لا بد من تكوين لجنة من أهل الخبرة والاختصاص لدراسة ذلك والتقدم بمقترحاتها إلى الجهات المعنية ومن ثم لا بد أن تشارك كثير من الجهات ذات العلاقات في تكريم هذا الرائد الكبير خاصة من قبل ناديي الهلال والشباب وبقية الأندية والفعاليات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة.. وأضاف: هناك طرق عديدة يمكن للبلديات أن تستخدمها للمشاركة في تكريم الشيخ ابن سعيد كإطلاق اسمه على أحد الشوارع الهامة أو أحد المواقع ذات الصلة بالحركة الرياضية والشبابية، مشيراً إلى أن الموضوع يحتاج إلى لجنة ومتابعة يشارك فيها محبو هذا الرجل العصامي والأندية الرياضية خاصة المعنية وجهات الاختصاص الرياضي والإعلامي وغيرها، مشدداً أن ذلك أقل ما يمكن أن يقدم لهذا الرمز العملاق الذي قدم الشيء الكثير والكثير خدمة للشباب والرياضة في المنطقة الوسطى تحديداً.

الوفاء المتبادل!!

* أما الناقد الرياضي المعروف الأستاذ عبد الله العجلان.. علق الجرس قائلاً: إن موضوع تكريم رمز رياضي كبير بحجم ومكانة وتاريخ الشيخ عبد الرحمن بن سعيد فنحن على يقين تام بأن الجميع متفقون على أحقية هذا الرجل المعطاء بالتكريم، وبالتالي فإن الإشكالية هنا ليست في كيفية تكريمه وإنما في الجهة التي تستطيع أن تأخذ على عاتقها واجب ومسؤولية القيام بهذا الدور، وبالطريقة التي تليق بإسهاماته الوطنية العملاقة وبسنوات عطائه وتضحياته الممتدة لأكثر من 60 عاماً وحتى يومنا الراهن وفي أشد ظروفه الصحية الصعبة - شفاه الله وجمع له بين الأجر والعافية -.

وعن الجهة القادرة والمؤهلة والمطلوب منها تكريم.. قال غير المعقول ألا يكون الهلال الكيان الشامخ والساكن حباً وتفاعلاً في قلب وعقل (أبو مساعد) ومن غير اللائق ألا يبادله الهلال بشيء من الوفاء الذي غرسه واهتم به مع مجموعة من المبادئ والقيم الإنسانية التي شكّلت الهلال وجعلته النادي المميز والفريق الزعيم والمؤسسة الحضارية طيلة نصف القرن الماضي.

وأضاف: حتى لو قامت أمانة العاصمة الرياض بإطلاق اسم الشيخ ابن سعيد على أحد الشوارع والميادين وهو إجراء من المفترض أن نقوم به.. إلا أن ذلك لا يتعارض ولا يلغي فكرة وأهمية أن يتولى نادي الهلال وبأسرع وقت ممكن مهمة مهرجان لتكريم خصوصاً أن للهلال مواقف مشرفة وأسبقية لافتة في مجال لتكريم نجومه الكرويين، لذلك من باب أولى أن تتخذ الخطوة ذاتها مع الرمز والمؤسس والتاريخ الحافل بحب الهلال وعشقه وقوة الانتماء إليه.

مدرسة (ابن سعيد)

* في حين يؤكد المؤرخ الرياضي والكاتب المعروف الأستاذ أحمد العلولا أن الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - متعه الله بالصحة والعافية - الشخصية الرياضية الأبرز في التاريخ الرياضي بالمنطقة الوسطى، والتي نجحت في إقناع المجتمع النجدي بقيام وجدوى الرياضة بعدما كانت غير مقبولة اجتماعياً.. وأضاف أن (شيخ الرياضيين) يكفيه فخراً أنه أسس أعظم ناديين هما الشباب والهلال.. فضلاً عن دعمه لكثير من الأندية سواء بالمنطقة الوسطى أو الغربية، وإزاء ذلك فهو جدير بالتكريم اللائق الذي يتناسب مع حجم الدور الريادي الذي لعبه في بناء وتأسيس هذه الرياضة بالمنطقة الوسطى، مشيراً إلى أن مسؤولية تكريم هذه القامة العملاقة هي مسؤولية المجتمع المدني بأكمله بحيث يقام له عمل خالد .. عمل يخلد مسيرة هذا الرمز العصامي الذي ضحى بماله وجهده ووقته خدمة للشباب والرياضة.

- وتمنى العلولا إطلاق اسم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد على أحد الشوارع القريبة من نادي الهلال أو حتى إطلاق اسمه على إحدى المدارس شأنه شأن كثير من الأدباء والمثقفين والعلماء ووجهاء المجتمع كأقل تقدير لمن خدم وطنه بكل إخلاص وتفان.

التكريم واجب وطني

* كما تحدث الناقد الرياضي الأستاذ محمد الشنيفي عن تكريم رائد الرياضة الأول بالمنطقة الوسطى، وقال لماذا تختصر المساحة ونبحث عن من يكرم من؟! لماذا لا يكرم الوطن رواده الأوائل الذين صنعوا المستقبل ما لم يكن بحسبان جيلهم فإذا كان لشيخ الرياضيين اليد الطولى في التمرد على المنغقلين والإصرار على تحمل تبعات رفض المجتمع (لكرته) الداخلية ومعاناته على مر السنين إلى أن جعل كرة القدم واقعاً ملموساً وواجهة مشرفة كان لزاماً على ضيوف المنصة الرياضية تكريمه بما يتناسب وحجم رياضة المنطقة الوسطى.

- وأضاف أن بعض الدول تحرص على تكريم رموزها وروادها الرياضيين او غير الرياضيين كواجب وطني تجاه هؤلاء الكبار ونحن ولله الحمد لا نقل عنهم وفاء وولاة الأمر باعهم طويل ومواقفهم مشهودة تجاه كل من خدم وقدم لهذا الوطن.

- ومضى الشنيفي قائلاً: إن لبلديات دورها إيجابي في هذا الجانب ففي الرياض نرى شارع عبد الله النعيم وفي حائل نرى شارع فهد العريفي وفي كثير من المدن نرى أسماء الرواد تزين الشوارع والميادين، وأتمنى أن نرى شارع أو حديقة أو ميدان الشيخ عبد الرحمن بن سعيد وغيره ممن أثروا الوطن وساهموا في وضع لبنات بناء البدايات اجتماعياً وثقافياً ورياضياً.. مشدداً رفضه القاطع على تحميل مسؤولية التكريم لجهة دون أخرى فالشمولية مهمة في مثل ذلك لاسيما الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات والتربية والتعليم والمواصلات وكثير من الجهات التي تمتلك أدوات المشاركة الفعالة.

تكريم رموز الرياضة!!

* الخبير الرياضي ونجم الاتحاد السابق الأستاذ غازي كيال أدلى بدلوه في هذا الموضوع، وقال لا أحسب أحداً يستطيع أن يتصور نادي الهلال دون اسم مؤسسه العصامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد فهذا الرجل الكبير بعطائه وعشقه لناديه والرياضة الوسطى.. كان يعنيه كل ما يؤثر على الرياضة السعودية بصفته أحد رموزها وروادها الأوائل في بداياتها مع سمو الأمير عبد الله الفيصل وحمزة فتيحي وبن أحمد وعبد الله الزير وكامل أزهر والمشخص والقلاف وغيرهم من الرواد الكبار الذين بنوا الرياضة بالمملكة.

.. وقال: لم أر رجلاً اتفق الجميع على محبته مثل (شيخ الرياضيين) متعه الله بالصحة والعاية وأبو مساعد صاحب الريادة التاريخية بالرياضة وهبه الله حسن خلق وتواضعاً وكرماً يفيض وأدباً جماً أكسبه احترام الجميع.. مؤكداً أن تكريم هذا الرمز تقع مسؤوليته على عاتق الناديين الشباب والهلال اللذين أسسهما ودعمهما حتى صارا من الأندية التي يشار لها بالبنان فهو يستحق تكريم يتناسب مع حجم عطائه وتضحياته ودعمه لرياضة الوسطى قاطبة.

الرياضة جزء من التنمية

* أما الناقد الرياضي المعروف الأستاذ عبد الله الضويحي.. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد هو أحد القلائل الذين يحظون بالتقدير.. ربما كان الوحيد الذي يحظى بتقدير جميع رجالات الدولة وفي مقدمتهم ولاة الأمر - حفظهم الله - وغيرهم سواء المسؤولين أو عبر مواقعهم المختلفة وهذا التقدير لا يأتي فقط من خلال ما قدمه (أبو مساعد) للرياضة في هذا البلد، ولكن لأنه أيضاً ينحدر من أسرة عريقة ورث من خلالها الولاء لولاة وحب الوطن والانتماء إليه أما الدخول إلى عالم أبو مساعد الخاص تجد أنه وبعد دخوله للرياضة قد خسر على الصعيد الشخصي الكثير من ماله وصحته وحتى مركزه الاجتماعي والوظيفي، رغم تقاعده على المرتبة الـ14 في ديوان مجلس الوزراء وفي موقع حساس لا يمكن ان يحظى به لولا ثقة ولاة الأمر به، وكان بإمكانه ان يتجاوز ذلك لو تفرغ للعمل الحكومي. ومضى قائلاً: الذين عاصروا الحركة الرياضية في بداياتها يدركون كيف كانت نظرة المجتمع إليها قبل 60 عاماً وما هي الصعوبات التي واجهتهم في تلك الحقبة سواء على الصعيد الرسمي او الاجتماعي.. رغم ذلك نجح ابن سعيد - متعه الله بالصحة والعافية - بتأسيسه لنادي الشباب ثم الهلال ومساهمته في دعم أندية أخرى وإنقاذها في المنطقة الوسطى أو الغربية أن ينأى بتوفيق من الله بالكثير من شبابنا عن الانحراف إلى العديد من التيارات المضلة وذات تأثير سلبي على سلوك الشباب وفكرهم وثقافتهم.. وهذا ما يؤكد الرسالة الحقيقية للأندية والأهداف السامية للرياضة.

- وعن تكريمه.. قال دعني أؤكد في البداية على أن الرياضة هي جزء من التنمية، وبالتالي فإن الرياضي ومن يخدم في هذا المجال انما هو في الواقع يساهم في عملية البناء للوطن ودفع عجلة التنمية فيه، شأنه شأن العسكري والمعلم والطبيب والمثقف.. إلخ، ومن هذا المنطلق فهو يستحق التكريم والتقدير بل إن هذا التكريم يتأكد في حق الذين وضعوا الأساس للرياضة في هذا الوطن، حيث كانت اللبنة الأولى في عملية التنمية وأبو مساعد أحد هؤلاء وأبرزهم.

- وأضاف: أعتقد أننا كلنا مسؤولون عن ذلك معنوياً أو مادياً (أعني شيئاً ملموساً) وكل على قدره، ولا شك أن الشباب والهلال عليهما مسؤولية كبرى في ذلك واذا كان الهلال سيجد في مناسبة الاحتفاء بمرور (50 عاما) على تأسيسه الفرصة لهذا التكريم وهي مناسبة فات على الشباب الاحتفاء بها قبل 12 عاماً فإن هذا لا يمنع الشباب من استثمار أي فرصة سواء على صعيد فردي أو المشاركة مع الهلال في مناسبة أو أي مناسبة أخرى، وأوضح ان رعاية الشباب مسؤولة بتكريم الرموز الذين وضعوا أسس الرياضة ومن ضمنهم عبد الرحمن بن سعيد.. مشيراً إلى انه كتب قبل أيام وتحديداً يوم 23 سبتمبر في مناسبة اليوم الوطني وبإشارة سريعة أهمية استغلال مثل هذه المناسبة من قِبل رعاية الشباب لتكريم هؤلاء الذين قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن.

- وشدد على أن مجالات التكريم كثيرة سواء بإطلاق اسمه أو أسماء الرموز الرياضية على الشوارع - كما يحدث عالمياً - وكما حدث هنا مع بعض الشخصيات، أو تسمية بعض الساحات الرياضية والشعبية التي تبنّتها الأمانة بأسمائهم أو الميادين أو غيرها، أو استغلال بعض المناسبات الوطنية أو المناسبات الخاصة بالمنطقة في تكريم رجالاتها وأبنائها، والرياضيون ورجالات الرياضة جزء لا يتجزأ منهم.

التكريم على المستوى الرسمي والشعبي

* ويرى الناقد الرياضي المخضرم الأستاذ محمد الدويش في مسيرتنا الرياضية شخصيات عظيمة استحقت عن جدارة أن تكون مشرّفة يتطلّع اليها الرياضيون بالتقدير والاحترام، ليس فقط لأنها أسهمت في تأسيس الحركة الرياضة السعودية، بل لأنها استشرفت المستقبل فعملت من أجله طويلاً حتى أصبحنا نجني ثمار هذا العمل في السنوات الأخيرة من إنجازات وبطولات على كافة الأصعدة.. والشيخ عبد الرحمن بن سعيد - أمدّ الله في عمره - قدم الكثير للرياضة، لا على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى المملكة بأسرها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر النصر والرائد والأهلي والنهضة والجبلين وهجر.

- وأضاف أن أداء هذا الرجل في المجال الرياضي يكشف عن نظرة استشرافية بعيدة المدى في أفق المستقبل، حيث أدرك بحس وطني أن التطور لا يتم ما لم تتوسع قاعدة المنافسة، فقام بدعم الأندية بما فيها الأندية المنافسة لناديه.

وأوضح الدويش أن مثل هذا الجهد جدير بالتكريم على المستويين الرسمي والشعبي، مشيراً إلى أن المبادرة بالتكريم يجب إن تكون من الجانب الرسمي وهي مسؤولية رعاية الشباب واللجنة الأولمبية أولاً ثم أمانة مدينة الرياض ثانياً .. متمنياً ان يكون من جهات أعلى وبتقدير يتناسب مع ما قدمه، كما يحدث في تكريم الأدباء والفنانين وأصحاب الرأي، مشدداً ألمه إلى هذه اللحظة لم تبادر أي جهة لتكريم هذا الرمز الرياضي الذي قدم لوطنه الشيء الكثير والكثير وعلى مدى (ستين عاماً) ولا يزال يقدم للرياضة السعودية.

شارع عبد الرحمن بن سعيد

* ويؤكد الأستاذ سليمان العساف مدير تحرير الشئون الرياضية بجريدة الرياض سابقاً والناقد الرياضي.. أن مسيرة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد الذهبية وعلى مدى ستين عاماً ونيف تستحق التقدير والإجلال من الجميع، ويكفي أنه أسس الرياضة بالمنطقة الوسطى في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة عند المجتمع النجدي ونجح في إقناعه بجدوى قيامه ودعمها بجهده وماله وعطائه السخي، مشيراً إلى ان تكريم هذا الرمز العصامي وقياساً على ما قدمه للرياضة بالمملكة طول العقود الستة الماضية لا يأتي فقط من رعاية الشباب والناديين اللذين أسسهما (الشباب والهلال) إنما تكريمه يستحق ان يكون من الدولة - حفظها الله - وهي التي تكرم وترعى دوماً رجالاتها الذين قدموا للوطن العديد من التضحيات في كل المجالات الاجتماعية والعلمية والرياضية والسياسية والأمنية، مؤكداً أن أفضال (شيخ الرياضيين) على الرياضة عامة ودعمه وقيادته لم يقتصر على الهلال والشباب فقط بل امتد لأندية في مناطق أخرى ومنها أهلي جدة الذي ترأسه في أحلك ظروفه عام 1379هـ، وشدد على أن ابن سعيد كانت له إسهامات خيرية وإنسانية مع كثير من الرياضيين في صورة تجسِّد خلق هذا الرجل الكبير وأصالته.

وعن تكريمه قال أرى أن تكون هناك التفاتة قوية فيما يخص بلديات العاصمة وان يكونوا سباقين لتكريمه والاحتفاء به في أقرب احتفال أو مهرجان مناسب، وأضاف: لو كرم من الدولة - رعاها الله - أو رعاية الشباب أو الأندية التي ترأسها فيكون للبلديات حضور وإسهام بشكل يليق باسمه ومكانته كرائد للحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى.

- وأكد العساف أن الدول الأوروبية تكرس دورها في خدمة رموزها وتكريمهم بما يتناسب مع حجم العطاء المبذول في أي مجال، مشيراً إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الوفاء وذلك انطلاقاً من قوله تعالى {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} .. وشدد على أهمية إطلاق اسم ابن سعيد على أحد شوارع العاصمة كأقل تقدير لمن خدم وطنه عقوداً من الزمن.. ليكون حافزاً لكل رياضي ان يخطو خطواته ليحظى بتقدير مماثل.

اعتزل الجميع وبقي أبو مساعد

* ويشير المدرب الوطني سابقاً ونائب رئيس نادي الاتفاق الأستاذ خليل الزياني إلى ان الشيخ عبد الرحمن بن سعيد أحد رموز الحركة الرياضية بالمملكة ممن ساهموا كثيراً في إثراء وخدمة رياضة الوطن وكان صاحب آراء نيرة وبُعد نظر كما هو تاريخ متنقل - ما شاء الله - ومرجع معلوماتي في الشأن الرياضي، واستطرد قائلاً حين دربت الهلال قبل سنوات كان يحرص على الحضور ودعم اللاعبين وتحفيزهم والوقوف معهم رغم تقدم سنه وظروفه الصحية، لأنه يدرك جيداً أن الرياضة رسالة شمولية، ورغم اختفاء الرياضيين المؤسسين منهم من قضى نحبة ومنهم من أقعدته السن وتقدمها.. واعتزلوا الرياضة، الا أن ابن سعيد بقي وحيداً في الساحة يدعم هلاله ويسانده في كل الأحوال والظروف.

- وطالب الزياني أندية الوسطى وهي المعنية بتكريم هذا الرمز الذي أسس رياضتهم ونهضت على أكتافه مع الصائغ وابن أحمد - رحمهما الله - مؤكداً ان هذه المسؤولية تقع على عاتق هذه الأندية كجزء من الوفاء والعرفان تجاه هذا الرمز الرياضي الكبير.

مسؤولية مشتركة

* وينطلق مساعد مدير عام القناة الرياضة السعودية والكاتب الرياضي الأستاذ صالح الورثان من جهة أخرى، ويؤكد أن الشيخ عبد الرحمن بن سعيد يعد أحد أهم الشخصيات الرياضية السعودية بل على مستوى العرب والقارة .. شخصية مؤسسة للبنية الرياضية الأولى في المملكة، ورجل دعم الرياضة الوطنية بجهده وماله وفكره وقدم للرياضة جل وقته وعصارة مناشطه على حساب أسرته وأعماله الحياتية الأخرى. وأضاف أن تكريمه واجب وطني وملزم من لدن رعاية الشباب وجميع الأندية بما فيها الهلال والشباب تحديداً باعتبار أنه أسس هذين الناديين، وشدد أن تأخير تكريم رمز بقامته وحجمه أمر لا يدعو للتفاؤل بمصير تكريم رموز آخرين .. متمنياً ألا يتحول المجتمع الرياضي السعودي إلى مجتمع نكّار يتنكر لرموزه ورجالاته الأوفياء الذين ضحوا بمالهم ووقتهم وصحتهم وجهدهم من أجل وطنهم.

وفاء شيخ الرياضيين

* ويلتقط نجم الوحدة والهلال في الثمانينيات الهجرية (كريم المسفر) خيط الحديث عن تكريم ابن سعيد وقال: عرفت الشيخ الوالد عبد الرحمن بن سعيد منذ أكثر من أربعة عقود زمنية وتحديداً حين انتقلت آنذاك للعب في صفوف الهلال وكان هذا الرجل الاستثنائي بخلقه وتواضعه وعشقه للرياضة.. أشبه بالأب بالنسبة لنا كلاعبين.. قدم تضحيات عديدة وكافح ونافح حتى أسس رياضة الوسطى على أرضية صلبة، وكان بالفعل رمزاً من رموز الوطن الذين خدموا الحركة الرياضية بكل إخلاص وتفان.

- وأكد المسفر أن (أبو مساعد) جدير بالتكريم اللائق وجدير بأن يخلد اسمه وذلك بإطلاقه على أحد المنشآت الرياضية أو شارع بالعاصمة شأنه في ذلك شأن بقية الرموز والأدباء والمثقفين الذين خدموا الوطن.. مبيناً ان من شيم القيادة الحكيمة الوفاء والوقوف مع من خدم الوطن وضحى من أجله.

اللجنة الأولمبية أولاً!

* الدكتور عبد العزيز المصطفى لاعب الهلال سابقاً في كرة اليد وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل.. أوضح أن الشيخ عبد الرحمن مؤسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى وأبرز رواد الرياضة بالمملكة.. وقدم تضحيات كبيرة ودعماً بلا حدود وعطاء سخياً خدمة للشباب والرياضة ويكفي انه أسس أكبر ناديين بالمنطقة الوسطى هما الشباب والهلال.. مشيراً إلى ان تكريم شخصية رياضية عملاقة بحجم ومكانة ابن سعيد هو واجب القيادة الرياضية، وهناك طرق كثيرة منها على سبيل قيام اللجنة الأولمبية بتكريمه في مناسبات وطنية مثل الاحتفال باليوم الوطني أو الأندية المعنية بإطلاق اسمه على إحدى منشآتها وكذلك إطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة القريبة من نادي الهلال في أقل الأحوال، لأن هذا الرمز الرياضي الكبير يستحق منا التقدير والتكريم.

إنسانية ابن سعيد

* ويعترف حارس الشباب الدولي سابقاً عبد الله آل الشيخ أن عبد الرحمن بن سعيد صاحب أفضال على ناديه الذي أسسه وترأسه عشرة أعوام، بالإضافة لنادي الهلال، وهما الناديان اللذان من المفترض ان يكرما مؤسسهما العصامي أبو مساعد.. ويضيف أن هذا الرمز الرياضي الكبير قدم لرياضة الوطن من جهد ومال وعطاء الشيء الكثير والكثير فضلاً عن دعمه للجوانب الإنسانية، مؤكداً ان شيخ الرياضيين عرف عنه الوقوف مع أبنائه اللاعبين سواء في الشباب أو الهلال أو حتى لاعبي أندية آخرين ودعمهم بماله وعطائه السخي، وشدد آل الشيخ أن تكريم مثل هؤلاء الرواد الذين بنوا رياضة الوطن هو واجب وطني يفترض ان تتبناه رعاية الشباب والأندية التي كانت له اليد الطولى في تأسيسها ودعمها في مسيرتها، لأن ذلك أقل ما يمكن تقديمه لرمز رياضة الوسطى الأول الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.

متحف مؤسس الهلال

* كما تحدث الأستاذ فهد الدوس المحرر الرياضي بجريدة الرياض عن تكريم شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد، وقال ان شخصية إدارية عملاقة مثل الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى، يستحق منا الكثير والكثير من التقدير والتكريم وتخليد اسمه الشامخ في ذاكرة التاريخ الرياضي السعودي نظير ما قدمه من غال ونفيس في التخطيط والتنظيم والمتابعة والدعم للحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى منذ بداياتها الأولى قبل ستة عقود ونيف.

- وأضاف ان تكريم (أبو مساعد) يقع بالمقام الأول على إدارة ناديه الهلال الذي صاغ منه لحناً جميلاً يطرب اليوم الملايين بأداء لاعبيه ومهارات نجومه وروعة إنجازاته.. وأكد بحكم قربه ومعرفته واعتزازه بالانفراد بنشر مذاكرته التاريخية عبر جريدة الرياض في السنوات الماضية .. انه يملك كنزاً لا يقدّر ثمن من الوثائق الرياضية عامة والهلالية خاصة فضلاً عن عشرات الصور الرياضية النادرة.. وتمنى لو قامت الإدارة الهلالية بجمعها ووضعها في متحف خاص داخل النادي ويطلق عليه (متحف مؤسس الهلال) وقد يكون هذا المعلم الرياضي الوحيد الذي يحمل اسم وبصمة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد داخل مقر زعيم الأندية السعودية، وليبقى شاهداً على تضحيات وعطاءات هذا الرجل الكريم للأجيال الرياضية القادمة.. وهذا أكبر تكريم لهذا الرمز العصامي.

ردّ الدَّين

* ويؤكد الأستاذ عبد المحسن الجحلان المحرر في جريدة الرياضية، أن اسم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد موجود في كل الأوقات .. فأبو مساعد كان له دور كبير في إثراء الرياضة في المنطقة الغربية قبل أن تنتقل بذرة الرياضة للمنطقة الوسطى ويسهم في تأسيس الرياضة عن طريق الموظفين قبل تأسيسه لنادي الشباب ثم الهلال، وإسهاماته في العديد من المعطيات لبقية الأندية في المنطقة الوسطى من خلال دعمه المادي والمعنوي الموثق في الخطابات الموجودة في أجندة الشيخ ابن سعيد، ومضى قائلاً: ان شيخ الرياضيين كان له دور كبير في تسديد ديون لنادي النصر علاوة على دعمه المعنوي والمادي لفريق أهلي الرياض.. وكان نادي الهلال هو الأكثر استفادة من جهود مؤسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى وأوصله إلى أفضل المراتب وحقق خلال فترة رئاسته إنجازات غير عادية، صنع هلالاً يصعب منافسته، وأمام هذا الدور الريادي والخدمات الجليلة التي جسّدها الرمز الرياضي أبو مساعد مع كثير من الأندية، أعتقد ان هذا هو الوقت لتكريم شيخ الرياضيين بأن يوضع اسمه على إحدى المنشآت الرياضية في الهلال أو الشباب أو الأهلي تلك الأندية التي خدمها عن كثب، وايضا رعاية الشباب تحديداً هي الأخرى بوضع اسم هذا الرجل في خانة الأعلام الذين خدموا الرياضة، وقدموا لها أفضل العطاءات في زمن كانت الظروف شحيحة ضنينة وأسهم ابن سعيد بجهوده في رفع مؤشر الرياضة، والتاريخ يشهد .. وباختصار شديد فإن وزارة التعليم ووزارة البلديات من جهة ورعاية الشباب من جهة أخرى، جميعهم مسؤولون عن تكريم هذه القامة الإعلامية وبالذات من أبنائه في الهلال والشباب والأهلي فهم الأكثر استفادة من عطاء ابن سعيد.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد