الجزيرة - ناصر السهلي:
أشاد عدد من الطلاب المكفوفين بقرار وزارة التربية في تقليص برامج الدمج في مدارس التعليم العام لعدم جدواها وأكدوا أنهم كانوا يتعرضون طيلة سنوات دراستهم في مدارس التعليم العام مع زملائهم المبصرين إلى شتى أنواع الإهانة والأذى والمضايقات فضلاً عن كون مدارس التعليم العام تنوء بأنشطة وبرامج للمبصرين دون كفيفي البصر وأن معظم معلمي التعليم العام غير مؤهلين علمياً للتعامل مع الكفيف.
وكانت أصداء قرار التربية تقليص برامج الدمج وإعادة المكفوفين إلى معاهد النور قد ألقت بظلالها على الطلاب أنفسهم مبدين استيائهم من القرار الذي سيعيدهم إلى العزلة والانطوائية في حين أبدى بعضهم الآخر وهم الغالبية سعادتهم بالعودة إلى زملائهم وممارسة الأنشطة التي يفضلونها في أجواء تعليمية تراعي احتياجاتهم وقدراتهم.
وأكد مشرف الإعاقة البصرية بإدارة التربية الخاصة بتعليم الرياض بندر عبدالله الحربي تأييده لقرار تقليص برامج الدمج الملحقة بمدارس التعليم العام بعد أن ظلوا مندمجين مع زملائهم الأسوياء دمجاً كلياً في الفصول الدراسية بحجة دمجهم في المجتمع دون النظر إلى خصائصهم النفسية والاجتماعية ودون مراعاة للفروق الفردية فيما بينهم.
وقال إن الدولة رعاها الله قد أعدت المعاهد المتخصصة ووفرت لها كافة الإمكانيات التي يمكن من خلالها تقديم خدمات تربوية وتعليمية للكفيف وأضاف الحربي أنه من خلال مشاهدته الميدانية خلال السنوات الماضية لم يحقق الدمج أهدافه بل كان سبب حقيقي في عزلة الطالب الكفيف عن المجتمع وتكريس هذا المفهوم لديه من خلال حرمانه من بعض الامتيازات التي تخصه ومنها ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية. من جانبه يرى تركي الخرجي مشرف برنامج الدمج في ثانوية الشاطبي بأن قرار الإغلاق قرار صائب فالطلاب المكفوفون خلال الطابور والفسحة وحصص الفنية والبدنية منعزلون تماماً في فصولهم الدراسية كما ان وسيلة التواصل بين معلمي الدمج والطلاب المكفوفين معدومة بسبب عدم اتقان المعلمين طريقة برايل ويشير الخرجي إلى نقطة مهمة في عدم اهتمام المعلمين في مدارس التعليم العام بهذه الفئة لعدم منحهم نسبة 20% التي تتحصل عليها إدارة المدرسة في حين يؤكد الطالب الكفيف سامح سلمان التويجري أنه عاش تجربة الدمج قبل أن يعود لمعهد النور وكانت مرحلة مريرة بالنسبة له حيث يتعرض الكفيف للمضايقات من طلاب الابتدائي والمتوسط بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية وعدم اتقان معلمي التعليم العام طريقة برايل للمكفوفين (فلم نجن من الدمج إلا هذه السلبيات) وهو ما أكده زميله الكفيف جزئياً علي القحطاني الذي يواجه صعوبه في رؤية السبورة في مدارس التعليم العام.
ويقول نواف جبلي طالب كفيف عاش مرحلة الدمج إننا نواجه زحاماً مع المبصرين على المقصف المدرسي وفي الدخول والخروج بالإضافة إلى ضعف التحصيل العلمي وعدم استيعاب معامل الحاسب للمكفوفين.
كما استغرب ولي أمر أحد الطلاب المكفوفين عزام مختار الذيابي مطالبات فئة من المكفوفين باستمرارهم في مدارس التعليم ووصف القرار أنه سيعيدهم إلى الظلام في معاهد النور في المملكة .