الرياض - (الجزيرة)
أكد باحث متخصص أهمية السنة النبوية وما بها من أحاديث الأنبياء عليه السلام ومناقب الصحابة رضي الله عنهم مما يتخذ منه الداعية طريقاً يسلكه لتأصيل علم الدعوة وعليه الاستعانة بأصح الكتب بعد القرآن الكريم والسنة وهو صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم لإجماع الأمة على صحة وقبول ما فيهما، مشيراً إلى أن فهم السلف الصالح لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبادرتهم إلى تطبيقها وعملهم بها واستمساكهم بها والدعوة إليها كان من أهم أسباب عصمتهم من الفتن والضلال وثباتهم على الدين والإيمان والتقوى.
وأوضح الباحث الدكتور محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي - الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود بالرياض في كتابه بعنوان: (فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري دراسة دعوية من أول كتاب فضائل المدينة إلى نهاية كتاب الشفعة) صدر حديثاً - أن كل مسلم يعتبر داعية إلى الله فعليه أن يتعلم كيف يؤدي هذه المهمة كل على حسب علمه وفهمه وقدرته ومكانته، وعلى الداعية أن يستعين بعد كتاب الله وسنة رسول الله بأهم كتاب في سنة الرسول هو صحيح الإمام البخاري رحمه الله الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله وكذلك شروح أهل المعتبرين عليه كشرح الإمام الخطابي وشرح ابن حجر والعيني والكرماني وغيرهم رحمهم الله.
وأبان الدكتور الرومي في كتابه أن المدعوين هم كل الناس وكل مخاطب بدعوة الإسلام فكل من دُلّ على خير أو حُث عليه أو حذر من شر فهو مدعو مهما كانت مكانته ومنزلته ولا شك أن كل إنسان بحاجة إلى دعوة على حسب عقيدته وجنسه وعقله وعمله ومكانته وهذا يدل على أن المدعوين أصناف متعددة.
وأوصى المؤلف العاملين في المجال الدعوي وميدانها وغيرهم بتقوى الله عز وجل والتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والالتزام والرجوع إلى الكتاب والسنة عند حصول الاختلاف والتنازع كما أمر الله بذلك ووجه إليه، كما أوصى أولياء أمور المسلمين في كل زمان ومكان بالحرص والعمل على تعليم أولادهم العلوم الشرعية كما كان يفعل الصحابة بجعل القرآن الكريم والسنة من أولويات المناهج التعليمية.
وقد تضمن الكتاب مقدمة للمؤلف ثم أورد جملة من التعريفات لعنوان الكتاب، كما أوجز ترجمة للإمام البخاري ومدخل الموضوع وأهميته وأسباب اختيار الموضوع، وقسم الدراسة إلى قسمين، الأول يشمل خمسة فصول، والثاني يشمل أربعة فصول.