Al Jazirah NewsPaper Friday  24/10/2008 G Issue 13175
الجمعة 25 شوال 1429   العدد  13175
(المطبخ) ملاذ رئيس وزراء للخروج من الأزمة المالية

سيدني - (د. ب. أ)

يعتقد فرانك لوي مؤسس مجموعة ويستفيلد الذي يجمع بين حبين كبيرين أولهما تحقيق أرباح من بناء مراكز التسوق (مول) والثاني إدارة لعبة كرة القدم في أستراليا أن الركود الاقتصادي العالمي سيؤثّر بشدة على رياضات المحترفين. ويقول إن معدل حضور المتفرجين لمشاهدة المباريات سيتراجع كما ستتقلص قيمة عقود إذاعة المباريات عبر التلفاز والمقومة بالدولار، وستكافح الأندية من أجل البقاء، حيث ستدور العجلة بمعدل أكثر بطئاً.

ويضيف فرانك لوي الذي يعد الأغنى في أستراليا ويشغل منصب رئيس اتحاد كرة القدم الأسترالي إنه لن يكون ثمة الكثير من الأموال لإنفاقها، معرباً عن اعتقاده بأن العالم سيضطر إلى الانكماش اقتصادياً كما ستضطر الرياضة إلى الانكماش وهذه مسألة بسيطة الشرح.

غير أن كثيراً من حالات الركود السابقة أثبتت أن اعتقاد فرانك ليس في محله وأن المسألة ليست بهذه البساطة. فقد شهدت ملاعب كرة القدم في بريطانيا إقبالاً كبيراً من الجماهير خلال السنوات العجاف التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1947م، حيث كان هناك 77 مضماراً لسباقات كلاب الصيد في بريطانيا دفع 50 مليون شخص ثمن التذاكر لمشاهدة هذه السباقات.

وأثبتت الأنشطة الرياضية بالفعل قدرتها على المرونة والتكيّف في أستراليا، ففي عطلة نهاية الأسبوع التي أعقبت حدوث أسوأ يوم في البورصة منذ الانهيار الذي وقع عام 1987م، زحف أكبر عدد من الجماهير منذ عام 1983م لمشاهدة سباق الخيول حول مضمار فليمنجتون بمدينة ملبورن.

ويؤكد أندرو ليمون الكاتب المتخصص في سباقات الخيول الأصيلة أنه لقول حقيقي أن المراهانات تزداد في أوقات اليسر المادي ولكن عندما تأتي أوقات الضيق فإن الرياضة لا تتأثر كثيراً مثل المجالات الأخرى.

ويضيف أن الحقيقة تتمثّل في أن كل حالة ركود تعبر عن نفسها بشكل مختلف في الأسواق المختلفة، وبدلاً من البقاء في المنزل والاستغراق في التفكير الذي يورث الكآبة فإن الكثير من الأشخاص يسعون للحصول على الإحساس بالبهجة بتغيير أسلوب حياتهم. ومع تضاؤل فرص الحصول على عمل ومع تراجع ضغوط العمل بسبب تعثر الاقتصاد تزداد ساعات الفراغ أمام الكثيرين. وقد تقوم بعض الأسر بقضاء مزيد من الوقت مع بعضها البعض، ويكون هناك عودة إلى المباهج البسيطة رخيصة الثمن.

وعلى سبيل المثال أمضى رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود عطلة نهاية الأسبوع الثانية خلال شهر أكتوبر الحالي في مطبخه في محاولة الاكتشاف مخرج للأزمة المالية. ولكن أين كان بول فيجان الرئيس التنفيذي لبنك سان جورج أكبر خامس بنك في أستراليا صباح ذلك اليوم العصيب؟.. كان فيجان وابنه يمارسان رياضة العدو في سباق لمسافة عشرة كيلومترات في متنزه سيدني المطل على البحر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد