الرياض - بندر الايداء
تسارعت وتيرة انخفاض اسعار السلع نتيجة المخاوف من كساد عالمي من جهة وانخفاض الطلب من جهة اخرى، وسجلت الاسعار مستويات هي الادنى هذا العام مدعومة بارتفاع الدولار وانخفاض النفط الذي من شأنه تخفيض أجور الشحن والتشغيل. وقالت منظمة أوبك أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض بشدة الاربعاء إلى 60.82 دولاراً للبرميل من السعر المعدل للثلاثاء وهو 64.35 دولار للبرميل.
وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن امس الخميس على 726.00 دولارا للاوقية انخفاضا من 744.00 دولارا في جلسة القطع المسائية السابقة، كما انخفض سعر القمح إلى أدنى مستوى له هذا العام عند 517 دولاراً للبوشل. وتوقع خبير اقتصادي أن تشهد موجة الارتفاعات المتتالية التي تطال جميع السلع الغذائية والاستهلاكية في الوقت الراهن هدوءا ملحوظا ولم يستبعد أن تحظى الأسعار عموما انخفاضات ملفتة إلى حد ما خلال العام القادم.
وعزى دكتور الاقتصاد فهد بن جمعة توقعات الانخفاض العام في الأسعار إلى اثر الأزمة المالية التي اجتاحت الاقتصاد العالمي وما قد تؤول إليه تداعيات سلبية من كساد في الاقتصاد العالمي. واظهرت مؤشرات عالمية للسلع والمواد الاستهلاكية إشارات صريحة لهبوط ملفت في الأسعار حيث اقترب مؤشر رويترز جيفريز سي ار بي وهو احد مؤشرات القياس العالمية للسلع من أدنى مستوى له منذ اربع سنوات ونصف بشكل متسارع.
ويرى المراقبون أن لانخفاض أسعار النفط الخام وغيرها من مدخلات الإنتاج جل الأثر في رسم تلك الصورة حيث تفاعلت أسعار النفط بشكل سلبي خلال الفترة الاخيرة نتيجة زيادة المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة (كساد).
ومن المتعارف عليه انه عندما يتوقف النمو في اقتصاد دولة في العالم لربعين متتاليين لاي سبب كان يصبح قد دخل في مرحلة كساد وهي الفترة التي تغلب فيها مظاهر زيادة العرض في السلع وارتفاع معدلات البطالة وانخفاضات الأجور وانكماش ربحية الشركات العاملة في القطاع الخاص.
ويأتي الاقتصاد الأمريكي بمثابة البوصلة الموجهة لاقتصاديات العالم وذلك للحصة الكبيرة التي يستحوذها العملاق الكبير من يبن اقتصاديات الدول والتي تقدر بحوالي 22% من الاقتصاد العالمي الامر الذي يزيد تأثر سفينة الاقتصاد العالمي بالعوامل والأزمات التي تطال اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار ابن جمعة (للجزيرة) إلى ان فترة الكساد التي قد يمر بها اقتصاد العالم قد لا تتجاوز 18 شهرا نظرا للاجراءات الصارمة والحازمة التي اتخذتها الحكومات تعاطيا مع الازمة واصفا اياه بالايجابية وتسهم بشكل كبير في امتصاص الازمة.
وأضاف ابن جمعة (من المقدر ان تشهد اسعار السلع وايجارات المنازل انخفاضات ملحوظة في المملكة خلال الفترة القادمة إلى ان يتعافى الاقتصاد العالمي من تداعيات ازمة الرهن العقاري في أمريكا).