Al Jazirah NewsPaper Friday  24/10/2008 G Issue 13175
الجمعة 25 شوال 1429   العدد  13175
بهذا تتعزز الصورة الذهنية السعودية
بدر بن أحمد كريّم

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، صورت وسائل الإعلام الأجنبية المجتمع السعودي على أنه: متوحش!! ومتطرف!! وإرهابي!! أما المملكة فهي مجرد بلد نفطي، ينفق أمواله على مؤسسات ومنظمات في الخارج، تفتح الطريق واسعاً أمام الإرهاب!! واعتمد هذا التصور على إشاعات وأقوال غير موثقة. فمن المسؤول عن تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية السعودية في أذهان الآخرين؟ وكيف تتحول إلى واقع صادق عند من يحملونها؟.

معظم الناس يرون أن الإعلام وحده هو المسؤول الأول، وكأنه وحده العصا السحرية التي تصحح الصورة، وحملوه وحده سمعياً وبصرياً هذه المسؤولية، دون أن يفطنوا إلى المسؤوليات والواجبات الفردية الوطنية. صحيح أن الإعلام أداة لتكريس مفهوم الصورة الإيجابية عن أي بلد، ولكنّ الفصل بين دلالة حرية الإنسان، ومعنى حرية السلوك، عنوان دائم لكل الأنشطة الاتصالية الخارجية. وحينما يُخطف الإعلام ليوطن في معسكر الهيمنة، يصبح أداة لتكريس مفهوم القوة الإعلامية الغاشمة، ومن ثم ينبغي الاقتناع الفردي بأن تعزيز الصورة الإيجابية لأي بلد لا بد أن يكون ثقافة، وتعلُّم، وتربية، وسلوك.

خلال عيد الفطر المبارك هذا العام، عزز طلبة سعوديون مبتعثون للدراسة في أستراليا صورة وطنهم، فقد أسعدوا المرضى هناك بزيارت في بعض المستشفيات، ضمن برنامج (زيارة المرضى) الذي تنظمه الملحقية الثقافية السعودية بأستراليا. ومن المؤكد أن هذه الزيارات من شأنها: تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية بسعة وشمولية، في الحياة العامة الأسترالية، ويمكن أن تؤدي إلى تحول نوعي على مستويين:

1- نجاعة السلوك الإنساني عند معظم السعوديين، وطبيعة المجتمع نفسه من حيث كونه معبراً عن أنماط السلوك البشري من جهة، والصور الإعلامية الإيجابية السعودية، من جهة أخرى.

2- إن استمرار وتعزيز سلوكيات كهذه، إنما يستعيض عنها الرأي العام هناك، بما كان يسمعه من صور ذهنية سلبية، كانت تنقل له عالَماً مفرطاً من التشاؤم عن المملكة ومجتمعها، والإنسان السعودي، التي يتابع الحياة اليومية في العالم بكل تفاصيلها، ويعيش في مجتمع غير مصنوع.

التعددية الاتصالية الفردية، تعمل بالنيابة عن المملكة ومجتمعها، وتُحَسِّن الصورة الذهنية المظلمة والظالمة لهما في الخارج، التي تفتقت عنها ذهنية إعلامية، لا ترغب في متابعة ما يجري على الساحة السعودية بشقيها: الرسمي والفردي، وتلك مهمة لا تقل أهمية عن مهمة وسائل الإعلام، للوصول بشكل جيد للمواطنين في أي بلد، وبخاصة ذاك الذي شُوِّهت فيه الصورة الذهنية السعودية.

ولعل الاهتمام ببناء صورة ذهنية ممتازة عن المملكة وأبنائها، يمثل أهمية قصوى لكل الأفراد السعوديين لتدارك ما فات، وإصلاح الأخطاء، والانطلاق بقوة من جديد، نحو صورة عقلانية سعودية رشيدة، تعتمد على الأدلة والوثائق، لا الإشاعات والأقوال غير الموثوقة، وخير تعزيز لهذه الصورة ما قام به المبتعثون السعوديون في أستراليا، وهو أمر -إن كان واجباً على الملحقية التعليمية السعودية - هناك ينبغي أن تشكر عليه.

اقترحُ إستراتيجية سريعة ومختصرة، تشترك فيها وزارات: الإعلام والثقافة، والخارجية، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والجمعيات الأهلية السعودية، لبناء صورة ذهنية إيجابية عن المملكة ومجتمعها، تكون مفيدة على طريق بناء طويل لتعزيز هذه الصورة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد