لم تكن أمسية السبت الفارط موعداً للمتعة كما ذهب توقع الكثيرين، فقد بانت عصاريها من الحضور الجماهيري الذي لم يرتق لأهمية المواجهة وقيمتها في صراع البحث عن الوصافة وملاحقة المتصدر، فهذا توقع خسارة الهلال لأنه بدايته كانت بصورة باهتة وذاك توقع فوز النصر لتوهجه منذ استهلالية دوري المحترفين، ولأن لقاءات الديربي تتعدى مرحلة الاعتبارات الفنية، لذا جاءت الدقائق التسعين بصورة مغايرة لتوقعات الكثيرين فظهر الهلال وغاب النصر وذهبت النقاط لصاحب الحضور الأفضل في المواجهة. كوزمين كان يتحدث قبل المباراة بأنه النصر يصبح كتابا مفتوحا إذا أحكمت الرقابة على مفتاح لعبه (إلتون) ونجح في تطبيق ذلك، فلم يفرض عليه رقابة رجل لرجل ولكن عزله تماما وشاهدنا كيف أصبحت المقدمة النصراوية كالحمل الوديع، فاختفى إلتون واختفى النصر معه، بينما نجح كغيره من مدربي الأندية الأخرى التي سبق وأن واجهت النصر في استغلال مكامن الخلل، حتى بات ظاهرا أن أقصر الطرق لمرمى النصر تكمن في استغلال ثغرة الظهير الأيسر التي يشغلها صاحب الإمكانات المحدودة (إبراهيم مدخلي). بينما رادان قدم نفسه بذات الصورة الذي عهدها جمهور النصر عنه، تخبطات في التشكيل وعشوائية في التكتيك ناهيك عن القراءة الخاطئة لمجريات اللقاء، فلم يكن أحمد المبارك بذلك السوء حتى يتم سحبه منذ وقت مبكر، ولم يكن الواكد والزهراني بتلك الأسماء القادرة على إحداث الفرق وأنت متأخر بهدفين أمام فريق كبير كالهلال، بل حتى دكة البدلاء لم تحمل معها أسماء تشعر المشجع النصراوي بقدرتها على إحداث جديد في حال مشاركتها، وهذه الخسارة قد تكون جرس إنذار للنصر الذي سيكون موعوداً بهدر مزيد من النقاط متى ما استمرت الإدارة في ترك رادان دون مناقشة أو محاسبة على بعض قناعاته.
إجمالاً كانت المواجهة متوسطة المستوى فنياً من لاعبي الفريقين، حضر فيها الحكم الأجنبي وحضر الرضا من كافة الأطراف، وسادت الروح العالية بين إدارة الناديين، وإن كانت المدرجات قد شهدت بعض المناوشات التي تصدى لها رجال الأمن وبشكل لم يؤثر على مثالية المباراة.
رؤية - سلمان عبداللطيف العبيد