العنف الأسري، وخاصة ضد الأطفال، بات مع الأسف الشديد ظاهرة واضحة في مجتمعنا السعودي. كنا في الماضي نقرأ عن قصص العنف الأسري في المجتمعات الأخرى، حتى أصبحت تقع بين ظهرانينا!.
بل إن هذا العنف وصل إلى حد قتل فلذات الأكباد!، وآخر هذه القصص المأساوية حادثة مقتل (بيان) ذات السنوات الخمس.
ولا ننسى من سبقها إلى هذا المصير كالطفلة (غصون) التي قتلها أبوها قبل عامين بمساعدة زوجته غير أم الطفلة في مكة المكرمة، والطفلة (شرعاء) التي لقيت حتفها على يد أبيها في الرياض، هذا عدا القصص الأخرى المشابهة، في حين أن ما خفي قد يكون أعظم.
وأشكال العنف تتعدد، وكأن المتورطين فيها يتفننون أيهم أشد عنفا، حتى صرنا نسمع عن ابن يحرق والديه، وأم ترمي رضيعها من أدوار عليا، وزوج يغرق زوجته وابنته حتى الموت، وغيرها من القصص التي تؤكد أن ما خفي كان أعظم، وصار العنف صناعة.
الطفلة (بيان) كما ورد في الأخبار ونشرته (الجزيرة) أمس طفلة بريئة انفصل أبواها قبل ثلاث سنوات، كما أن أباها يعاني من مرض نفسي.
وغالبا ما تحدث هذه القصص المحزنة جدا في الأسر المفككة، وفي الأسر التي ابتليت بعائل مدمن، أو مريض نفسي، كما هو ملاحظ، وكما أفادت بذلك دراسة علمية لوزارة الشؤون الاجتماعية قبل نحو سنتين.
وأكدت الدراسة ضرورة بحث هذه المشكلة من جميع جوانبها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. كما يجب القيام بإجراءات من شأنها أن تمنع هذه الحوادث قبل وقوعها عن طريق زيارة الأسر التي تعاني من مشكلات التفكك أو تعاني من إدمان رب الأسرة على المخدرات والكحوليات، وغيرها من المشكلات التي أشار إليها الدارسون.
ومن المهم بمكان أيضاً توفير مؤسسات اجتماعية ونفسية لإرشاد من يتعرض للعنف الأسري أو يعيش في جو أسري غير آمن، وعدم الانتظار حتى تصل الأمور إلى مراكز الشرطة للإبلاغ، فالبلاغ إجراء قد يكون متأخر جدا، وخاصة إذا ما أسفر العنف عن مقتل طفل أو أحد أعضاء الأسرة وخاصة النساء، أو إصابته بعاهة مستديمة على أقل تقدير.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244