جاءت تبريرات لجنة المسابقات لفشلها في تقديم برمجة جيدة لمنافسات الموسم لتعلن فشلها المبكر في تقديم أي إضافة جديدة أو حلول للبرمجة السيئة لمسابقة الدوري لدينا، حتى وهو يحمل لقب دوري المحترفين السعودي؛ فالتبريرات التي وردت في المؤتمر الصحفي كشفت للملأ أن اللجنة عاجزة تماماً عن القيام بمهامها بالشكل الذي يحقق طموحات الرياضيين ويسهم في رفع مستوى الدوري وبرمجته بالشكل الصحيح؛ فالأسلوب الذي اعتمدته اللجنة هو نفسه لم يتغير، وهو الذي كانت تعمل به اللجنة السابقة، والحلول مفقودة على الرغم من أنه يفترض أن يكون لأعضاء اللجنة رأي جديد وطريقة مختلفة في التعاطي مع السلبيات السابقة.. ويبدو لنا أن التغيير فقط كان في الأسماء - كما توقعنا سابقاً - أما العمل فلا جديد..
وبالنظر إلى الأسباب التي أسهمت في فشل برمجة الدوري سابقاً نجدها لا تزال قائمة ولم يتغير شيء؛ حيث لا يزال الإصرار على المعسكرات الطويلة وغير المبررة للمنتخب الوطني حتى في منتصف الموسم.. ونحن لا نفهم كيف يتم إيقاف الدوري ووضع معسكر للمنتخب وسط الموسم وحرمان اللاعبين من الاستمرار في المباريات والأجواء التنافسية وإيقاف حساسيتهم للمباريات واللعب؛ لدخول معسكر لا يقدم جديداً ويتسبب في الكثير من الإشكاليات؟ والسؤال الأهم هو: أيهما أفضل للاعب.. أن يلعب المباريات ويرتفع مستواه ويستفيد من حساسية اللعب أم يدخل في معسكر طويل ليبقى تحت طائلة التعليمات والممنوع والمسموح من قبل إدارة المنتخب (؟!).
فقبل كل جولة آسيوية هناك أكثر من أسبوعين للتوقف، وقبل دورة الخليج هناك ثلاثة أسابيع، وكلها ستكون دون معنى؛ لأن المنتخب سيلعب خلالها مباريات ضعيفة وقليلة يشارك بها 11 لاعباً فقط ليحرم البقية من اللعب والفرصة مع أنديتهم.. ولو حدث ذلك لكان أمام الجهاز الفني الفرصة لاختيار الأفضل ومتابعتهم ثم الدخول بهم في معسكر قصير لا يتجاوز خمسة أيام قبل أي مباراة رسمية في التصفيات، وهذا ما تفعله كل منتخبات العالم باستثناء منتخبنا.لاعبونا بحاجة ماسة إلى اللعب المنتظم والدخول في أجواء المنافسات وخوض مباريات قوية في المسابقة؛ فهذا سينعكس على أدائهم ومستوياتهم، خصوصاً أن الكثيرين منهم لا يزالون بعيدين جداً من فورمتهم المعتادة ومستوياتهم المعروفة، ونحن لا نساهم في إعادتهم إليها بل نوقفهم في المعسكرات الطويلة ونعيق جاهزيتهم.
تدريب المنتخبات يختلف عن الأندية، ومدربو الفرق الوطنية يستدعون أفضل اللاعبين وأكثرهم جاهزية لتقديم تشكيل مناسب عبر عدد محدود من التدريبات والباقي يتم في الملعب من خلال اللقاءات.. لكننا نستلم اللاعبين قبل وقت طويل وندربهم لياقياً فترات طويلة (رغم جاهزيتهم) ثم ندخل بهم المباريات عبر تشكيلات متخبطة وعدم قدرة على اختيار الأفضل.. وإذا كان المدرب قد وضع في أجندته التشكيل والأسماء الأفضل من خلال الدوري فما الداعي لاستدعاء عدد كبير من اللاعبين وبذل جهد مضاعف معهم دون جدوى أو فائدة فنية تنتظره؛ لأن ذلك يكون بمثابة تكرار لما يحدث في الأندية طالما أن اللاعبين في أفضل حالاتهم الفنية ويشاركون في المباريات..؟!إذا تلافينا ذلك وركزنا على الدوري وقننا جهدنا ووقتنا فإننا نستطيع أن نحقق المراد والنتائج المطلوبة.
أما برمجة الدوري بهذا الشكل والتعامل مع المنتخب في الإجازات والدوري بنفس الطريقة فإنما هو تخبط واختراع لا يفيد وضرره أكبر من نفعه؛ فلنعد إلى الاهتمام بالدوري والمباريات واستغلالها لخدمة المنتخب وتثبيت برمجة المباريات باللعب يومي الجمعة والسبت دورياً ويومي الثلاثاء والأربعاء خارجياً (عربياً الثلاثاء وآسيوياً الأربعاء)، ولعب المباريات المؤجلة منتصف الأسبوع لنضمن روزنامة واضحة منتظمة دون اجتهادات.
فوز الهلال أنقذ الدوري
* فوز الهلال على منافسه التقليدي النصر وعودته إلى المنافسة القوية على الصدارة مع الاتحاد أنقذ الدوري في ظل عدم قدرة أي فريق على إيقاف المتصدر فريق نادي الاتحاد؛ فالبداية القوية للعميد كانت توحي بأنه سيستمر متصدراً دون منافسة حقيقية، وتقدمه بفارق خمس أو ست نقاط كان سيقتل المنافسة ويجعل الدوري محسوماً للاتحاد منذ البداية؛ وبالتالي تتبخر كل الأقوال التي تحدثت عن قوة الدوري السعودي وتميزه عربياً.. وإن كان الهلال حتى الآن يعاني من أجل ملاحقة الاتحاد إلا أن الموسم طويل والأمل لا يزال قائماً في صحوة أكثر من فريق لتؤثر في نتائج الدوري؛ لأن ما يهمنا هو قوة المنافسة وتقارب مستويات الفرق ونتائجها؛ حتى يكون لدينا بالفعل أقوى دوري عربي..!!
لمسات
* بحضور الحكام الأجانب في مباريات الجولة الماضية، ونعني هنا لقاءات الاتحاد والأهلي والهلال والنصر، قلت الأخطاء المؤثرة واقتصرت على الأخطاء الطبيعية التي تحدث في مباريات كرة القدم دون تدخل مباشر في مسار المباريات كما حدث في الجولات السابقة.
***
* أسامة هوساوي قدم نفسه مع فريقه الهلال بشكل متميز ليؤكد أنه أهم الصفقات التي كسبها الهلال مؤخراً وشكل مع المرشدي ثنائياً قوياً سيعيد ذكريات الثنائي الشهير النعيمة والبيشي.
***
* بالنظر إلى التأثير الكبير للنقل التلفزيوني وما يبنى عليه من قرارات على كل المستويات فإن الأندية الإيطالية الكبيرة باتت تختار مخرجي مبارياتها بالاسم وذلك لضمان الحيادية التامة وعدم الوقوع ضحية مخرج متعصب!!
***
** قرار الاستعانة بالحكام الأجانب لإدارة المباريات السعودية يحاول البعض تحويره ليقتصر على مباراتين فقط لكل فريق.. في حين أن الجميع يعلم أن المباريات التنافسية الكبيرة هي في الأصل مسندة إلى الحكام الأجانب منذ سنوات. وقرار أحقية النادي بطلب حكام أجانب لمباراتين فقط هو للمباريات الأخرى بخلاف التنافسية كالهلال والاتفاق مثلاً.. أو الاتحاد والوحدة والنصر والشباب وهكذا..!
***
** إذا كان عبدالله حماد أعير للنصر من الطائي بأربعة ملايين ريال لموسم واحد.. فكم يستحق مثلاً نجم بحجم أحمد الفريدي؟!
***
** عمرو زكي يواصل التألق في الدوري الإنجليزي بتسجيله هدفين ولا أروع في شباك ليفربول..
زكي ومن هم على شاكلته هم من ينجح في الدوري الإنجليزي كيونس محمود وعماد متعب وغيرهما من لاعبي المجهود البدني الكبير.
***
* قناتنا الرياضية بحاجة إلى معلقين جدد ومقدمي برامج ومعدين؛ حتى تستثمر تغطيتها للدوري السعودي بما يناسب قوته وجماهيريته؛ فما يبذل من جهد ضعيف جداً، وخصوصاً في إنتاج البرامج الجيدة حول الدوري.