Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/10/2008 G Issue 13172
الثلاثاء 22 شوال 1429   العدد  13172
نوافذ
آن الأوان
أميمة الخميس

توالت الأخبار في الصحف المحلية التي تتحدث عن فتيات ونساء يكتشفن بأنهن يقدن السيارات خلسة داخل شوارع المدن السعودية، ويتم اكتشافهن على الغالب بعد حادث مأساوي يحدث أثناء القيادة، وبما أن معدل الحوادث دوما يمثل نسبة محدودة من مجموع من يقودون السيارات، فبالتالي هذه الأخبار تجعلنا نخمن أن هناك عددا كبيرا من الفتيات بتن يقدن السيارات.. خلسة، والغريب أن هذا تزامن في جميع مدن المملكة وكأن هناك اتفاق جمعي لا واعي على هذا، قد يندرج هنا عامل الارتباك والخوف ويسهم في زيادة معدل الحوادث من قبل اللواتي يقدن السيارات خلسة، ولكنه بالتأكيد مؤشر خطير إلى أن المرأة ستنحو بشكل حاد إلى انتزاع حقها في الحصول على وسيلة نقل تقلها بطريقة طائشة إذا لم يوفر لها هذا بطريقة قانونية وتحت إشراف الجهات المختصة..

تخبرني قريبتي الصبية بضحكة ماكرة بأن جميع السيارات (مظللة النوافذ بالأسود) على الغالب بداخلها فتيات يقدن السيارات، لربما يقدنها من باب التمرد والمغامرة بينما في منازلهن العديد من السائقين اللذين يؤدون المهمة كما يجب، لكن من جانب آخر هناك الكثير من اللواتي لا يملكن سيارات فارهة مظللة النوافذ، وقد لا يملكن سيارات حتى ولكنهن بحاجة إلى مركبة تنقلهن في أرجاء المدينة الشاسعة سواء للذهاب لعمل أو إتمام متطلب عائلي أو قضاء أمر طارئ دون الإحساس بأنهن حقيبة ثقيلة مكلفة لابد من ذكر يحملها ويتنقل بها.

إحدى العاملات اللواتي أقابلهن في العمل تتذمر بصورة يومية من أخلاق وسوء التزام سائق الليموزين الآسيوي الذي يقلها إلى العمل، وتتنهد بحسرة عندما تتذكر (غوينماتها) عندما كانت ترعى فوق إحدى جبال الجنوب، وعندما كانت تستقل الصهريج (الوايت) وتجلب لهم الماء من مكان يبعد 40 كيلا عن موقعها وتعود كأي امرأة نشطة منتجة اقتصاديا مكتملة الإنسانية وليست مخلوقة ناقصة الآهلية.

لا نريد هنا أن نفتح ملف السائق الأجنبي الذي يزرع في كل بيت بين النساء والأطفال والجميع يجهل ماضيه وسلوكياته في موطنه، الجميع يدري ويتذمر بل ويئن فالصحف ووسائل الإعلام قد أشبعت الموضوع مناقشة وبات مسلمة يتفق حولها الجميع.

المناخ الاجتماعي الآن أعتقد بات جاهزاً لأن تمسك المرأة مقود سيارتها، وتسيطر على محيطها وظرفها وشؤونها، أما الجماعة التي ترفض هذا فلها كامل الحرية بأن تفرض هذه الوصاية على نسائها فقط، وليس عموم نساء المسلمين، فهذه الجماعة على كل حال ستبقى في حالة رفض وتشنج وتعصب على جميع الأحوال ومنذ تأسيس دولتنا الحديثة إلى اليوم.. ترفض احتفالات الأعياد, وترفض تعليم المرأة، وترفض جهاز الراديو،... وقائمة طويلة توصلنا إلى أنها ترفض الحياة نفسها.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد