في تلك الشجرة الضاربة جذورها في الأرض..، ثمة صوت اختبأ لامرأة خشيت من الريح فوئدت..،
حفار القبور الذي اقترح إزالة الشجرة، كان قد خبأ عند جذعها أبوه صرة من النقود، لم يفلح هو في معرفة مكانها حين همَّ بدفنه..،لكنه وهو ينقب عن المرأة وجد صرة النقود، نسي أباه،والمؤودة، وفكرة إزالة الشجرة،واستظل بها مرتكزاً على جذعها يعدُّ إرثاً جاءت به تربة الشجرة..!!!
*** تتصادم الأفكار عند منفذ عبورها في رأسه.., ليس بإمكانه أن يفض صراعها، أو يفصل بين مناكبها..,
ليس في قدرته أن يحمل معوله ليفرق تشابكها..,.. تجلده أفكاره يتبعثر في معمعتها شظايا..،لا يلتئم....
يحاول أن يهادنها دون أن تسحقه..,.. يقفز على سورها ليتفرج على مصارعتها ولا ينجو....
*حفار القبور لم يستطع أن يفض صراعها فذهب يتخبط بين القبور.., أدرك أنه لم يعد يميز موقع قبر أبيه.. كما إنه يضل الوصول لداره..
*الأسمال التي تستر جسده لم تلوثها أتربة المقبرة فهو يجيد أن ينفض الغبار.. لكنه في تلك لم ينجُ منه..,
حتى رموشه ثمة صغار للغبار تسلقوها.., دبيب أصواتها ينخر في سمعه..،ومن هناك كان رأس أبيه يطل عليه..
*تعالى بني.., ستبقى صرة النقود آمنة إن تركتها حيث وجدتها..،لكنك لن تبقى آمناً إن هربت من التراب..
*حفار القبور لم يعد يصغي..، ثمة صراع وعراك وأفكاره في نزال..
*الشجرة التي فكر في إزالتها كانت تمد له بفرعها فاعتلاه....
*غط في نوم عميق..!!.