Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/10/2008 G Issue 13172
الثلاثاء 22 شوال 1429   العدد  13172
دفق قلم
الاقتصاد الإسلامي وضرورة الانتشار
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

دلائل واضحة يراها الناس جميعاً هذه الأيام على شمولية شريعة الإسلام، وعلى مدى خسارة البشر في هذه العصور المتأخرة روحياً ومادياً بسبب بعدهم عن منهج الله سبحانه وتعالى.

لم يعد هنالك مجال للشك في أنَّ الأنظمة البشرية مهما كانت عبقريات واضعيها تظل ناقصة عاجزة عن المعالجة الشاملة وطرح الحلول الحاسمة، وهذه هي الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية القائمة على الرِّبا وتجارة المحرمات من دعارةٍ وخمور ومخدرات، تتهاون بصورة مستغربة عند الغافلين من البشر، أما عند الذين ينظرون بنور الله فإنَّ سقوطها معلوم من سياق سنن الله سبحانه وتعالى في هذا الكون وهي سنن ثابتة لا تتبدَّل.

الله يقول: { يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، ويقول عز وجل: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} ، ويخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الربا مهما كثر فإن مآله إلى (قلّ)، أي إلى (قلَّة)، موقف إسلامي واضح من هذا الخطأ الهائل الذي ارتكبته الأنظمة البشرية في حق ساكني الكرة الأرضية بوضعها أنظمة اقتصادية تقوم على الحرام، وتنهب أموال الناس بالباطل.

هنا تأتي فرصة عالمنا الإسلامي، فهو قادر - بإذن الله - على تقديم النظام الإسلامي الاقتصادي الذي تصلح به أحوال البلاد والعباد، ويستفيد من توازنه وسلامته الفقراء والأغنياء، وتستقرُّ به موازين الإنتاج بمجالاته المتعددة.

لقد سمعت من د. سمير عابد شيخ المتخصص في الاقتصاد، ومن د. أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية ما يؤكد هذا الذي نقول، فكلاهما يؤكدان أن البنوك الإسلامية بمنأى عن هذا السقوط المريع إلا فيما يكون مرتبطاً في معاملاتها بالمراكز المالية في أمريكا وأوروبا، والسبب في ذلك الاستقرار أن الاقتصاد الإسلامي لا يقر التعامل بأي وسيلة من وسائل الحرام كالرِّبا، والمضاربات القائمة على أساليب ابتزاز أموال الناس، وحذَّرا الدول الإسلامية من مغبَّة الاستمرار في الخطأ، وأشار إلى الانحدار الخطير في الاقتصاد الغربي الذي يسوق دنيا الرأسمالية كلها إلى القلَّة والنُّدرة القِلَّة؟ هنا يبرز قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بأن الرِّبا مهما كثر فإنَّ مقامه إلى قِلَّة.

هنالك كتابات غربية في أمريكا وأوروبا بدأت تزكِّي الاقتصاد الإسلامي، مؤكدة أنه يحمل الحلول الناجعة لهذه المشكلات المالية المزعجة.

تحدَّث هذا الرجلان المسلمان الخبيران بالاقتصاد بما تحدَّثا به، فهل سيسعد العالم بنظام إسلامي اقتصادي ينقذه من الهاوية؟.

إشارة:

من ترك شيئاً من أمور الشرع أحوجَه اللهُ إليه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد