مشروعات مكة المكرمة تختلف بالكلية عن باقي مشروعات المناطق الأخرى، فمشروعاتها موجهة لخدمة الإسلام والمسلمين، وكل مشروع فيها على علاقة بحجاج بيت الله القادمين من أصقاع المعمورة. كل ريال ينفق في بيت الله الحرام، والمناطق المحيطة، مضمون العائد في الدنيا والآخرة، بل إن عوائده تفوق في أدناها مجمل عوائد الكون الدنيوية. فهل هناك أعظم أجرا من الفوز بالجنة، وتكفير الذنوب، وسعة الرزق وبركته، وسعادة في الدنيا والآخرة.
مشروعات مكة المكرمة الإستراتيجية التي بشر بتدشينها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وسمو ولي عهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز هي تجارة لن تبور بإذن الله، ونسأل الله الكريم أن يجزل لهما المثوبة والعطاء على كل ما يقدمانه للإسلام والمسلمين.
أما الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة، عراب التنمية الإستراتيجية الحديثة فيها يوشك أن يحفر اسمه على قمم جبال مكة، يساعده في ذلك نظرته الإستراتيجية، وحنكته الإدارية، وهمته العالية التي ستقوده بإذن الله إلى إحداث التغيير الأمثل والتطوير العالمي لمنطقة تهفو إليها قلوب المسلمين. ألم يقل إن الإستراتيجية تبدأ من (الكعبة) التي اعتبرها أساس ومنطلق تنمية مكة المكرمة. نِعم البداية، ونسأل الله البركة والتوفيق لجميع العاملين لخدمة الإسلام والمسلمين.
تعميق جراح سوق الأسهم
أربعة تريليونات دولار لم تفلح في تبديد مخاوف الأسواق المالية العالمية ولم تعيد لها التوازن أو تمنعها من تحقيق الخسائر المتراكمة؛ مليارات الدعم العالمية لأسواق المال لم تفلح في لفت أنظار إدارة السوق المحلية لعظم الكارثة. يبدو أن إدارة السوق ماضية قدما في تعميق جراح السوق والمتداولين بإصرارها على تنفيذ إستراتيجية زيادة عمق السوق. الإستراتيجيات ليست كتبا منزلة وما كان ناجعا في فترة الاستقرار لم يعد نافعا لمرحلة ما بعد الأزمة العالمية. لا يمكن القبول بطرح اكتتاب زيادة رأس مال شركة (موبايلي) في مثل هذه الظروف الحرجة لسببين رئيسيين.
الأول أن غالبية ملاك أحقية الاكتتاب يعانون كثيرا بسبب خسائرهم في سوق الأسهم، ولا يمتلكون السيولة الكافية لممارسة حق الاكتتاب ما يعني فقدانهم فرصة انتظروها لأكثر من ثلاث سنوات مضت، وتجيير هذا الحق للأغنياء، وكبار المستثمرين الذين جاءتهم الفرصة على طبق من ألماس.
والثاني أن السوق لم تعد تحتمل الاكتتابات الجديدة، وهي في أمس الحاجة للسيولة التي يعول عليها الكثير في دعم السوق. أوقفوا اكتتاب (موبايلي) أو تحملوا تمويل اكتتاب كل من لا يستطيع توفير السيولة لممارسة حق الاكتتاب. تعليق الاكتتابات لمدة عام هو القرار المنتظر من هيئة السوق المالية ولا شيء غير ذلك.
(عاونهم ولو بالصوت)
وهذا مثل شعبي يقال لمن يحجم عن مساعدة الآخرين. نسوقه لكل من امتنع عن حفظ السوق بعيدا عن آثار الأزمة العالمية، أو المساهمة في دعمها ولو بتصريح واضح صريح لا لبس فيه. دبلوماسية الكلمات، وشفافية القسوة لم تعد تنفع لمرحلة ما بعد الانهيار التي قضت على بقايا السوق. يا أصحاب المعالي فقط أصدروا صوتا مواسيا وداعما واحتفظوا بفوائض الأموال في أي مكان تشاؤون خارج السوق!!!؛ إن لم تستفد السوق من فوائض أموال الحكومة في مثل هذه الظروف القاسية والحرجة فمتى عساها تستفيد؟. نريد صوتا مساندا، وآخر مواسيا لجراح غالبية المواطنين المتضررين من أزمة سوق الأسهم، أو الصمت على أقل تقدير فمن لم يستطع المساندة والدعم بالكلمات فلا يقتلن السوق بتصريحاته العكسية.
f.albuainain@hotmail.com