تعرضت موظفة في إحدى الإدارات النسائية لهجوم مفاجئ من إحدى زميلاتها بسبب خلاف أدى إلى ترامٍ بالألفاظ، وتقاذف بالأدوات المكتبية، وتماسك بالأيدي مع اختلاف في إمكانيات كمال الأجسام، وعدم تكافؤ في المستوى الوظيفي والتعليمي والثقافي!! في حين قامت زميلاتهن باجتهادات شخصية متواضعة وتدخلن لفك الاشتباك، وتهدئة النفوس، مع تلقيهن بعض الكدمات وإصابتهن ببعض الخدوش وهو الجزاء المعتاد لكل من يقوم بفض المنازعات، فضلاً عن عقابه بطلب شهادته وإلزامه بتذكُّر شريط الأحداث بدقة وتفصيل.
وكلنا يدرك ويعرف فضول السيدات وشغفهن بالنقاشات الحادة، واستمتاعهن بالمشادات المنفرجة، وتلذذهن بمضغ أحداث الهوشات بل وإضافة البهارات والمقبلات والمنكهات، ونقل الأحداث إما بتراجيديا مبكية أو كوميديا مضحكة، لدرجة أن الشاهد على الأحداث يشكك بذاكرته!!
والعجيب أنه أثناء المشادات عموما ينقسم الناس إلى فرقاء إما شامت بالمجني عليه، أو مشفق على ما ناله من ألم نفسي وجسدي، بينما البعض لا يعنيه الأمر من قريب أو بعيد وكأنه يشاهد عرضاً مسرحياً تافهاً وسخيفاً، فلا تجده يفزع أو تراه يتفاعل!! والمضحك الساخر حين يتعاطف الناس مع المعتدي وكأنه المجني عليه!! مما يزيده طغيانا واستبداداً، فترى أن حل المشكلة يتم بصورة لم تتوقعها إطلاقاً، حيث يبادر المجتمعون إلى عبارة باردة (تصالحوا وادحروا الشيطان)!! مما يثير المرء المتألم ويهيج أعصابه، ولا يشفي غليله، كونه معتدى عليه ويطالب بحقه الشخصي، واعتباره الأدبي لاسيما السيدات (القوارير) اللاتي يتساءلن بحرقة عن مدى حدود حمايتهن في مقر أعمالهن؟! وهن مَن قال عنهن عز وجل:(أفمن يُنشّّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين).
فالمرأة بما أوتيت من قوى جسدية ضئيلة - وهي نعمة أحيانا - لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو صد الهجوم الواقع عليها. والنزعة العاطفية لدى السيدات قد تضيّع حقا ثابتا وتثبت رأياً غير محايد وبعيد عن الصواب. وهنا تبرز الحاجة لضرورة تعيين (سيدات أمن) على مستوى رجال الأمن المتواجدين في الدوائر الحكومية وغيرها.
وينبغي أن لا تتوقف مهمة سيدة الأمن عند فض المنازعات، وإنما تتعدى ذلك بحفظ الأمن عموما واللجوء إليها في حالة الطوارئ، وعدم السماح لأية امرأة تدخل المباني المخصصة للسيدات إلا بعد التحقق منها وكشف وجهها، والتعرف على شخصيتها، ومعرفة وجهتها، بل وإرشادها، بدلاً من قيام اجتهادات العمالة الوافدة الجاهلة بهذا الدور الحيوي المهم مما يعطي صورة وانطباعا غير لائق عن الإدارة.
وقبل هذا وذاك، وحتى لا يكون مقر العمل مجالاً للتصفيات ورفع الأيدي وأخذ الحقوق ينبغي إيجاد نظام حازم يحفظ للموظف حقوقه وأمنه وطمأنينته.
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342