Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/10/2008 G Issue 13172
الثلاثاء 22 شوال 1429   العدد  13172
المتشدقون في الأرض..!!
صالح الفالح

كثير هم المتشدقون (حين تعدهم..) ممن تجدهم يتصدرون المجالس.. ويستلمون دفة الحديث (لوحدهم) دون أن يتركوا نفس الفرصة لغيرهم.. ولا تسمع سوى فلسفة وتنظيراً لا حدود ولا شاطئ لهما..!!

أحدهم تراه يتشدق في الحديث (ملياً) عن السياحة الداخلية وتجده يقف مدافعاً ومتصدياً في وجه كل من ينال من السياحة الداخلية أو التقليل من شأنها لدرجة أنه (بيشره) على كل من يحاول قضاء إجازته خارج الحدود.. ويسدي النصائح والتوجيه بعدم جدوى السياحة الخارجية.. فيما يُشجع الكثير على قضاء الإجازة في ربوع الوطن.. معدداً فوائدها ومحصياً إيجابياتها.. وكل ذلك من خلال أحاديث لا تنتهي ومحاضرات لا تتوقف وكتابات لا تنقطع.. وأمام ذلك تجده (يكبر في عينيك) على هذه الغيرة الوطنية.. وحماسة المتقد والمنقطع النظير ووعيه الحضاري..

لكن وأمام هذا كله (تصطدم) كثيراً بواقع عكس ذلك ولا يمكن تصديقه خصوصاً عندما تجد (حضرة) هذا الشخص الذي كنت تستمع إليه وتشاهده ماثلاً أمامك قد تصدرت صورته (المنورة) الصحيفة بأنه قد غادر أرض الوطن لقضاء إجازته السنوية برفقة عائلته.. أو أنه قد عاد للتو قادماً من خارج الوطن.. (ما شاء الله)..

عندها (يسقط من عينيك) وحتى من حساباتك.. وفي غضون ذلك الموقف تحاول أن تعود بالذاكرة إلى الوراء وشريط أحاديثه الشيقة التي يتشدق بها ونصائحه السديدة التي يوجهها ودفاعه (المستميت) عن شجون السياحة الداخلية.. وهنا تحاول أن تسأل نفسك بين مصدق ومكذب (وكل هذا الحكي وين راح..).

طبعاً كان مجرد كلام طار في الهواء وفقاعات صابون.. والشيء المضحك وشر البلية ما يضحك أن (بعضهم) خصوصاً من أصحاب الزوايا الصحفية تلاحظه وقد سخر زاويته للحديث عن رحلته (المكوكية) وإجازته السنوية التي قضاها في الخارج، ويبدأ يسرد لنا ويحكي ما شاهده من مناظر هناك وما زاره من أماكن والمواقف التي حدثت له إبان رحلته (الأوروبية) وحتى الفندق الذي سكن فيه والكتب التي اطلع عليها (ولم يقتنها).. (يعني شوفوني مثقف..) وغيرها من القصص وحكايا (ألف ليلة وليلة) والتي لا تسمن ولا تغني من جوع (ولا تودي ولا تجيب) ولا تفيد القارئ بشيء يذكر.. ومن خلالها تشم رائحة (النرجسية) المفرطة والادعاء والذاتية إلى حد الغرور..!

وهنا لا نقول إلا رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.. وكفانا الله وإياكم صداع المتشدقين وجنبنا إزعاج المتناقضين.. (ممن يقولون ما لا يفعلون..). وجعلنا الله وإياكم من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6683 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد