لم نفاجأ مثل غيرنا بنشر صحيفة إسرائيلية لصور إعدام مواطن عربي فلسطيني على أيدي جنود إسرائيليين فهي وإن كانت المرة الأولى التي تنشر مثل هذه الصور، والتي توثق بشكل تقشعر له الأبدان اللحظات الأخيرة لحياة أسير عربي فلسطيني، فهذه الصور التي تكونت في سلسلة بالأسود والأبيض وشريط سداسي من مسودات الصور (نجتف) دليل آخر يضاف إلى مجموع الدلائل والوثائق التي تؤكد بأن سياسة قتل الأسرى الفلسطينيين سياسة بدأت قبل قيام دولة الاحتلال بسنين، وأن من بدأ بهذه السياسة المحرمة في كل الشرائع والقوانين الدولية هي المنظمات الصهيونية الإرهابية كالبلماخ والهاغناة والايتسل والليحي.
وأن هذه القرارات الحاقدة التي تنم عن ثقافة عنصرية هي التي أدت لإعدام الأسرى الفلسطينيين والعرب في حرب التحرير وقبلها وفي معظم الحروب والانتفاضات الفلسطينية وما حدث في دير ياسين وكفر قاسم وإعدامات بحر البقر للأسرى المصريين وأسرى باص 300 والانتفاضات الفلسطينية لهو أكبر شاهد على هذا النهج العنصري القديم.
الصحفي الإسرائيلي جدعون مرون الذي نشر الصور في صحيفة يديعوت أحرونوت اعتمد على أرشيف لحروب 1947 وتظهر الصور في البداية المواطن الفلسطيني العربي الذي يلبس لباساً صوفياً طويلاً وحافي القدمين، تظهره يجري نقاشاً مع مقاتلين صهاينة يحتجزونه، أحدهما يوجه نظره إلى الكاميرا ويبتسم لأنه يهدد أسيراً أعزل... وصورة أخرى قماشة تلف على عيني الرجل الفلسطيني، ثم الصورة الثالثة تظهر عملية القتل الهمجي، والرابعة تصور جثة القتيل.. والصورتان الأخريتان جثة وبركة دماء.
من ضغط على الزناد..؟
من أصدر الأمر..؟
من كان الضحية.. وأين حصل هذا؟
ولماذا..؟!
إجابات تتجسد على أرض فلسطين التي اغتصبها الصهاينة بالقتل وبإعدام الأسرى.. وبالصمت الدولي.. وكل هذه الصور مستمرة ومتواصلة ولهذا بقت إسرائيل..!! ولهذا أيضاً ستظل..!!
