بيروت - منير الحافي

بحضور عربي وإسلامي جامع، افتتح أمس الجمعة رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، جامع محمد الأمين صلى الله عليه وسلم في وسط بيروت، الذي كان يوصف بأنه حلم المسلمين في لبنان عموماً وبيروت خصوصاً، لأنهم انتظروا إقامته منذ ما يزيد على نصف قرن، وحالت مشاكل إدارية ومالية مزمنة دون إنجازه قبل ذلك. حضر الحفل، وزراء الأوقاف وكبار رجال الدين من مختلف الدول العربية، ومنهم وزير الأوقاف السعودي الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.

وتضمن الافتتاح إزاحة الستارة عن اللوحة التأسيسية التي أشارت إلى افتتاح سعد الحريري للمسجد الذي عمّره رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. يذكر أن الرئيس الشهيد الحريري كان قد وضع الحجر الأساس للجامع الذي يقع في وسط بيروت قرب تمثال الشهداء، قبل ست سنوات وتابع تفاصيل بنائه لكن اغتياله في العام 2005 حال دون رؤيته لما أنجز، والذي وصفه خبراء الهندسة بالتحفة المعمارية. بعد الافتتاح، أقيمت أول صلاة جمعة في مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين، بحضور حشود ضخمة من المواطنين. وقد قدر الحشد بأكثر من عشرة آلاف مصل، إذ إن مبنى الجامع الداخلي يتسع لأكثر من سبعة آلاف مصل إضافة إلى الباحات المحيطة.

وألقى خطبة الجمعة مفتي الديار المصرية الدكتور الشيخ علي جمعة الذي تحدث عن أهمية المسجد في الإسلام. غير أنه قال إن (المسجد بنيان، لكن المقصود به الإنسان)، و(وفي الإسلام، الساجد قبل المساجد، والإنسان قبل البنيان). أضاف أن (هذا مسجد أسس على التقوى من أول يوم، وربنا يحب مثل هذه المساجد، وينبغي علينا أن يستمر كذلك، جميلاً في مبناه، قويا في معناه). ودعا الشيخ جمعة لباني المسجد الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالغفران (في هذا العمل الصالح للمرحوم رفيق الحريري)، مضيفاً: و(أيد بهذا العمل الصالح ابنه البار سعد الحريري).

بعدها أم المفتي قباني المصلين، ثم توجه مع كبار المدعوين إلى دار الفتوى حيث أقام مأدبة غداء بالمناسبة حضرها ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل رئيس مجلس النواب ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ورجال دين من مختلف الطوائف إضافة إلى ووزراء ونواب والضيوف المشاركين من الدول العربية والإسلامية.

وخلال المأدبة تحدث المفتي قباني فاعتبر أن (افتتاح مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وسلم هو مناسبة جامعة جمعت بيننا وبينكم وبين جمهور المسلمين). واستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري (الذي تميز بإيمانه العميق وبعروبته وإسلامه والذي أعطى وطنه لبنان والأمة العربية والإسلامية عقله وقلبه وروحه بأعماله المجيدة حتى قضى شهيداً).