عبدالعزيز الشاهري
ارتد المؤشر العام من مستوى 5639 نقطة يوم الأحد الماضي، ومنها صعد بارتفاع حاد يومي الاثنين والثلاثاء والتي كسب فيهما خلال يومين ما يقارب 1000 نقطة، وواصل إغلاقه الأخضر يوم الأربعاء بعد أن تراجع أكثر مما يزيد على 500 نقطة حمراء، إلا أنه قلّصها في الساعة الأخيرة من الجلسة وأغلق على المستوى اليومي مرتفعاً 34 نقطة بقيمة يومية تجاوزت 10 مليارات ليقف عند مستوى 6863 نقطة.
الأسباب التي ساعدت على الارتداد:
لمعرفة الأسباب التي ساعدت على الارتداد، لا بدّ من معرفة الأسباب التي ساهمت في التراجع الحاد، فبغض النظر عن النظرة الفنية والتي حتى وإن كانت مهمة إلا أنها قد تقل مصداقيتها نوعاً ما على المدى القريب في ظل تدني السيولة كما هو في الأسبوع قبل الأسبوع الماضي، وخاصة أثناء التراجعات الحادة التي لا تحترم الدعوم ولا إلى خطوط ترند، ولهذا يعود السبب الرئيس لهذا التراجع في مجاراة الأسواق العالمية بعد تأثرها بالأزمة الاقتصادية الشاملة، أضف إلى أنه كان هناك صمت من المسئولين ساعد على ازدياد الخوف، وتأكيد الكثير من الإشاعات المرعبة التي لا صحة لها، فأدى كل هذا إلى كثافة البيع وعدم وجود طلبات للشراء، مما جعل الشركات تتراجع إلى مستويات متدنية انخفضت معها المكررات الربحية، حتى إن بعض الشركات تداولت تحت قيمها الاسمية وبعضها تحت قيمتها الدفترية.
بعد معرفة بعض الأسباب التي أدت إلى التراجع، نستطيع تحديد أسباب الارتداد، والتي نحصرها في ظهور التطمينات من المسئولين حول قوة الاقتصاد السعودي وعدم تأثره تأثراً كبيراً بالأزمات العالمية، وخاصة المصارف المحلية التي تتوفر الاحتياطات الجيدة لحمايتها، وهذا ساعد وساهم على بدء دخول الثقة في المتداولين, وتوضيحهم أنّ هذا التراجع بهذه الصورة لا مبرر له وأنه تراجع مبالغ فيه، وهذا ساعد على توقف البيع وبدء الشراء. ومن الأسباب انخفاض سعر الشركات القيادية إلى مستويات مغرية وجذابة وخاصة للمستثمرين، وانخفاض المكرر الربحي للشركات القيادية الاستثمارية والتي يقع مكرر الكثير منها بين 8-10 مرات، وازدياد قيمة التداول وثباتها فوق مستوى 7 مليارات لأكثر من يوم، وتجاوزها اليومين الأخيرين مستوى 10 مليارات. إضافة الى إغلاق الكثير من الأسواق العالمية في مطلع أسبوعهم الماضي باللون الأخضر وبنسبة ارتفاع عالية، وإيجابية الكثير من نتائج الربع الثالث للشركات المؤثرة وعلى رأسها المصارف والخدمات المالية، ويبقى أهم نتائج تنتظر وهي نتائج سابك التي قد يتم رسم المسار بصورة أدق بناءً على نتائجها ... كل تلك الأسباب ساهمت في ارتداد الأسبوع الماضي، واستمرارها وثباتها يؤدي إلى استقرار السوق والعكس صحيح.
كيف تحكم على إيجابية السوق الأيام القليلة القادمة ؟
للحكم على إيجابية السوق إذا تجاوز مستوى 6932 والإغلاق فوقها لأكثر من يوم وخاصة الإغلاق الأسبوعي فهي تمثل نسبة 38% من نسب فيبو ناشي الارتدادية، وتجاوزها قد يجعل المؤشر يتخطى مستوى 7000 والذي يمثل مقاومة نفسية يجعلها تتحول إلى دعم نفسي على مستوى الأيام القليلة القادمة, إضافة إلى ثبات السيولة بين مستوى 7 -10 مليارت وأكثر، وعدم تراجعها إلى مستواها المتدني السابق بين 3-4 مليارات, وتركز السيولة في الشركات الاستثمارية لا في شركات المضاربة فوجودها في الشركات الاستثمارية مصدر اطمئنان قد يدل على ثقة وقناعة من أدخلها على الشركات بقوتها، وبالتالي يؤدي إلى عدم الخروج منها، بالإضافة الى نتائج سابك للربع الثالث والتي قد تساهم في زرع الثقة في نفوس المتداولين، وذلك حين نموها إيجابياً عن ربع 2007 الثالث والعكس صحيح. وأخيراً استقلالية السوق السعودية نوعاً ما عن الأسواق الأخرى، وهذه لا تأتي إلا بزرع الثقة لدى المتداولين، فلو خالف السوق السعودي الأسواق العالمية حين تراجعها وأغلق باللون الأخضر، فهذه إشارة إيجابية تبعث الأمل في نفوس المتداولين وتساهم على انحسار المخاوف وعدم النظر للإشاعات الملفقة والعكس صحيح، ففي حين تراجع السوق - مع الأسواق العالمية لو تراجعت - دون مبرر بعد دخول هذه السيولة الجيدة فيه، وخاصة إن كان التراجع حاداً كتراجع ما قبل الأسبوع الماضي، فهذا يشير إلى نيته في تسجيل قاع جديد غير القاع 5639، وعلى هذا فالأيام القادمة تعتبر أياماً حاسمة في تحديد مسار السوق السعودية.
نظرة على بعض المؤشرات الفنية:
على المدى اليومي المؤشرات الفنية جيدة وعلى رأسها الماكد والار اس آي والاستوكاستك، وكذا مؤشر السيولة وانحنائه الإيجابي منذ الأيام الأخيرة في الأسبوع قبل الماضي، إلا أن بعض المتوسطات المتحركة (50- 100-200) يوماً لا يزال المؤشر يتداول تحتها، وهي عادة تكون بطيئة في إعطائها الإشارة الإيجابية، وقد لا تدخل في إعطائها الإيجابية قبل تجاوز المؤشر مستوى 7900 وهو ما يمثل متوسط 50 يوماً، ورغم أن المؤشر تجاوز متوسط 14 يوماً ويقف بينه وبين متوسط 21 يوماً والذي يقف عند 7074 وبتجاوز الأخير والثبات فوقه، قد تعطي بعض المتوسطات الصغيرة إشارة دخول الإيجابية، ولكن الكثر من المستثمرين يعتمدون على ما فوق متوسط 50 يوماً وخاصة التقاطعات والترتيب.
وعلى المدى الأسبوعي فلا يزال الماكد - المؤشر الأصدق في قراءته رغم بطئه - في تقاطعه السلبي، ولم يعط على المستوى الأسبوعي أي تقاطع إيجابي فلا يزل في تقاطعه السلبي، إلا أنّ المؤشرات السريعة بدأت تعطي إشارات إيجابية نوعاً ما، وهناك ترند صاعد كما هو في الشارت وهو ترند بدأ من نقطة القاع 5639 ولا يزال المؤشر يتداول فوقه، وستظل الإيجابية قائمة حينما يكون أعلى منه، ولكن سيدخل المؤشر في السلبية حين كسره ونقاطه متحركة يوماً بيوم ونقطته اليوم 6218 وتزداد يومياً بما يقارب 125 نقطة كل يوم، أي أنه غداً الأحد يكون قريبا من 6345 .
وهناك أيضا ترند هابط بدأ من مستوى 9000 وتجاوز المؤشر لنقاطه يعتبر إيجابياً، وهو يقع الآن قريباً من مستوى 7000 إلا أن الاصطدام به وعدم تجاوزه مؤشر سلبي تتكون به عدة قمم متناظرة.
وخلاصة ما تقدم وجود سيولة جيدة دخلت على معظم الشركات منذ أواخر الأسبوع قبل الماضي، وبعض المؤشرات الفنية دخلت في الإيجابية وبعضها لم يدخل في الإيجابية بعد، وتذبذب عال يوم الأربعاء والسوق لا يزال حتى إغلاق الأربعاء إيجابياً على المدى القصير، ومن الضرورة خلال الأسبوع القادم مراقبة نتائج سابك ومراقبة الأسواق العالمية، ففي حين مجاراة السوق لها حين تراجعها فهذا يعني أنه لا يزال للنزول بقية، وحين مخالفته لها حين تراجعها خاصة، فهذا يعني دخوله في الإيجابية على المدى القصير.
* محلل فني
alshahry55@hotmail.com