ثامر بن فهد السعيد
أنهى سوق الأسهم تداولاته للأسبوع الماضي عند مستوى 6.863 نقطة، وبهذا الإغلاق يكون مؤشر السوق (TASI) قد استطاع تحقيق ارتفاع في الأسبوع المنصرم بـ 702 نقطة ما يعادل 11.4%، بالمقارنة مع مستويات الإغلاق للأسبوع الذي سبقه عند مستوى 6.160 نقطة، وشهدت السوق السعودية خلال الأسبوع الماضي نشاطاً في أحجام وقيم التداولات، حيث تجاوزت قيمة التداول الأسبوع الماضي 43.8 مليار ريال تم من خلالها تداول أسهم بلغ حجمها 1.853 مليار سهم بعدد صفقات بلغت 1.030.290 صفقة، وبالنظر إلى مدى التداول الأسبوعي فقد تمت التداولات في مدى بلغ 1.314 نقطة، وذلك بعد أن سجل السوق أعلى مستوياته الأسبوعية عند النقطة 6.953 وكان ذلك في جلسة تداولات الثلاثاء الماضي، في حين أن أدنى مستوى تم تسجيله خلال الأسبوع كان عند مستوى 5.639 نقطة وكان ذلك في جلسة تداول الأحد .. وعن أداء الشركات المدرجة فقد استطاعت أسهم 86 شركة تحقيق ارتفاعات الأسبوع الماضي بمقابل 40 شركة أغلقت على انخفاض، واستطاعت شركة نادك أن تحقق أعلى نسبة ارتفاع في السوق وذلك بعد أن سجلت بإغلاقها عند مستوى 33.10 ريال مكاسب بـ 27.3% تلتها مجموعة سامبا المالية والتي أغلقت عند مستوى 82.5 ريال مرتفعة بـ 26.9% فشركة الغذائية التي أغلقت عند مستوى 12.75 ريال مرتفعة بنسبة بلغت 25.6%. أما الشركات المتراجعة فجاءت شركة دار الأركان على رأس قائمة الشركات الأكثر انخفاضاً، وذلك بعد أن انخفضت بإغلاقها عند مستوى 29.1 ريال بما يعادل 21.3%، ويجب التنويه هنا إلى أن الشركة أقرّت الأسبوع الماضي زيادة رأس مال الشركة، وعليه فقد تم تعديل سعر الشركة الأسبوع الماضي ليتوافق مع الزيادة الجديدة في رأس مال دار الأركان، تلتها شركة اسمنت تبوك التي أغلقت عند مستوى 26.3 ريال متراجعة بنسبة 13.77%، وجاءت ثالثاً شركة العبد اللطيف التي شهدت تراجعاً بنسبة 13.4% وكانت السهم قد أنهى تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 54.75 ريال، وجاء مصرف الإنماء على رأس قائمة الشركات الأكثر نشاطاً بحسب حجم التداول وذلك بعد أن تم تداول ما يزيد على 532.5 مليون سهم، وكان سهم الإنماء قد استطاع تحقيق مكاسب بنسبة 11.9% وذلك بعد إغلاقه عند مستوى 13.65 ريال، تلاه شركة زين السعودية التي تداولت ما يزيد على 144.7 مليون سهم وسهم زين استطاع تحقيق ارتفاع بنسبة 7.2% الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن توقفت تحركات السهم عند مستوى 15.5 ريال، تلتها شركة معادن التي تداولات ما يزيد على 134 مليون سهم وحققت الشركة، وبهذا الحجم من التداولات استطاعت الشركة تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 4%، واستمرت شركة سابك باحتلال المقدمة في قائمة الشركات الأكبر تداولات من حيث القيمة وذلك بعد أن تجاوزت قيمة التداول على السهم 7.4 مليار ريال، وكان سهم سابك قد حقق أرباح الأسبوع الماضي بنسبة 16.9% وذلك بإغلاقه عند مستوى 105.5 ريال . وينتظر المتعاملون خلال الأيام القادمة إعلان شركة سابك، وهي أكبر شركة مؤثرة على مؤشر السوق، عن نتائجها للربع الثالث من العام الحالي.
ومنذ بداية العام قلص مؤشر (TASI) من خسائره لتبلغ بإغلاق تداولات الأربعاء الماضي 37.8%، واستمر قطاع التأمين في كونه أكثر القطاعات المتراجعة منذ بداية العام، حيث استمرت الخسائر فيه لتبلغ 68.4%، وسجل قطاع الفنادق والسياحة أقل نسبة تراجع من بين قطاعات السوق، فقد سجل هذا القطاع بنهاية تداولات الأسبوع تراجعاً 25% منذ بداية العام 2008م.
قراءة في الأداء الأسبوعي للسوق
نجح السوق الأسبوع الماضي في تحقيق ارتفاعات جيدة بلغت ما نسبته 11%، وذلك بعد أن افتتح السوق تعاملاته مع مطلع تداولات الأسبوع السبت الماضي على انخفاض استمر حتى جلسة تداول الأحد، والتي وصل فيها المؤشر إلى مستوى دعم تم ذكره في تقرير الأسبوع الماضي كمنطقة داعمة للسوق عند مستويات 5.600 نقطة والتي عاد منها السوق في تلك الجلسة ليغلق عند منطقة دون تغير، مشكلاً الرسم البياني في تلك الجلسة شمعة تفاؤلية تشير إلى عكس المسار وهذا ما حدث منذ جلسة الاثنين الماضي، حيث استمر السوق بتسجيل نسب عليا ليومين متتاليين ليعود السوق بعد ما حققت عدد من الشركات ارتفاعات بنسب متفاوتة بين 10% و20% بنوع من علميات جني الأرباح في جلسة الأربعاء، إلا أن السوق وفي نهاية الجلسة عاد ليغلق على ارتفاع بلغ 0.5%، ومع إغلاق السوق السعودي الأربعاء عادت الأسواق العالمية للتراجع من جديد، فقد سجل مؤشر نيكاي في جلسة الخميس أكبر انخفاض تاريخي له في يوم واحد والذي بلغ 11%، وعادت الأسواق الأمريكية والأوربية إلى التراجع في جلستي الأربعاء والخميس، وهذا ما شكل ضغطاً على الأسواق العاملة الخميس في منطقة الخليج، حيث تراجعت الأسواق الخليجية في ختام تعاملاتها الأسبوعية ومن المتوقع أن يستمر التأثير النفسي السلبي لهذه العوامل على السوق السعودي رغم ظهور النتائج المالية للقطاع البنكي والتي لم تظهر أرباحها سواء في الانخفاض والارتفاع تأثراً كبيراً، كما يحدث في البنوك العالمية التي باتت تحقق تراجعاً وخسائر في نتائجها المالية، باستثناء بنك الجزيرة الذي تراجعت أرباحه بما يقارب 51% وكان بنتائجه هذه أكثر البنوك تراجعاً في الأرباح وبنك الاستثمار الذي سجل تراجعاً في نتائجه بما يعادل 31%، ويعود انخفاض الأسواق المالية لعدة عوامل كاستمرار تأثير الأزمة المالية على الأسواق العالمية، والمخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة من الكساد، إضافة إلى تراجع الطلبات على الشركات الصناعية مما قد يؤثر على أداء هذه الشركات في الفترات القادمة وعلى أرباحها. وتراجع النفط خلال إجازة نهاية الأسبوع إلى مستويات أدنى من مستوى 70 دولاراً، كذلك طال الانخفاض الذهب حيث تراجع في تداولات الخميس إلى مستويات 800 دولار للأونصه واستمر الانخفاض ليطال الفضة أيضا، حيث تراجعت إلى مستويات 9.5 دولارات، ورغم هذه الأحداث إلا أنه يتوجب على المتعاملين في الأسواق المالية التفرقة ما بين أثر الأزمة المالية على الأسواق وما بين أثر إعلان الشركات المدرجة في الأسواق المالية عن نتائجها على أسواقها . وبالعودة لتحليل أداء السوق السعودية فلازال المتعاملون بالسوق ينتظرون إعلان شركة سابك عن نتائجها المالية للربع الثالث من هذا العام وبأخذ الجهة الفنية من تحليل السوق، فقد ظهرت مع هذا الارتفاع إشارات إيجابية، وفي حال استمر الأداء الإيجابي للسوق مع مطلع تداولات الأسبوع، فمن المتوقع أن يواجه المؤشر مستويات مقاومة واقعة في المنطقة ما بين النقطة 6.950 والتي تمثل مستوى فيبوناتشي 38.2% والنقطة 7.325 نقطة والتي تمثل مستوى 50% فيبوناتشي، واستقرار المؤشر أعلى من مستوى المقاومة الأول عند 6.950 يفيد بخروج السوق من مساره الهابط الذي بدأ منذ نهاية شهر أغسطس الماضي، وستكون هذه احدى الإشارات الإرشادية الإيجابية للسوق مع التشديد على قدرة السوق إنهاء تعاملات هذا الأسبوع أعلى من هذا المستوى المشار إليه، أما في حال استمرت المؤثرات الخارجية على السوق في توجيهه نحو الانخفاض، فإن مناطق الدعم تقع أولها عند مستوى 6.450 نقطة والذي يمثل 23.6% فيبوناتشي يليه مستوى الدعم الذي عاد منه السوق للارتفاع الأسبوع الماضي عند 5.640 نقطة . وبالنظر إلى المؤشرات الفنية فقد استطاع مؤشر الماكدي على المدى اليومي أن يحدث تقاطعاً إيجابياً بين متوسطاته، وما يؤكد صحة هذا التأكد ارتفاع أحجام وقيم التداول في السوق الأسبوع الماضي، وكذلك استمر مؤشر العشوائية بالاتجاه إيجاباً على المدى اليومي تزامنا مع بداية الموجة الصاعدة التي شهدها السوق في جلسات التداول الماضية، ورغم إيجابية القراءات الفنية إلا أنه يجب التأكيد على العوامل التي لها القدرة على تغير مسار السوق واتجاهه، خصوصاً في حال استمرار الربط في الأداء بين الأسواق العالمية أو في حال تفاقم الأزمة الحالية .
محلل أسواق مالية
ThamerFALsaeed@Gmail.com