الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها العالم بأسره جعلت الكثير من عقلاء ومفكري العالم يعيدون حساباتهم تجاه القوانين المالية الوضعية، ويعيدون قراءتهم للفكر المالي الإسلامي، وها هو ذا رئيس تحرير مجلة (تشالينجز) يقول: (أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري لأن النقود لا تلد النقود).

دعوة صريحة من رجل غير مسلم للاستفادة من النظام الإسلامي المالي بشكل دقيق واحترام ما ورد فيه من نصوص واضحة وصريحة تُحدد الجائز وغير الجائز في المعاملات المالية بشتى صورها وأشكالها، وهذه الدعوة ليست الوحيدة في هذا الموضوع فقد سبق هذا الإعلامي آخرون دعوا إلى الاستفادة من النظام الإسلامي وتطبيق مفاهيمه في كافة المعاملات وتأكيد على أن النظام الوضعي وإن ظهر بمظهر القوة والمنعة إلا أنه كما بيت العنكبوت، وإذا كانت هذه دعوات ساسة ومفكري الغرب فماذا يمكن أن تقول وتفعل مؤسساتنا المالية وهي المعنية أصلاً بتطبيق قانون السماء المسطر في القرآن الكريم..؟ هل يجوز لي أن أقول: هل نعود إلى القرآن ونحن أساساً أهل القرآن..؟!

مما يؤسف له أن هذه الدعوة لها نصيب من الصواب، فنحن بكل أسف ابتعدنا عن هذا الكتاب العظيم وما فيه من تنظيم لحياتنا ليس في المجال المالي والتجاري فحسب، بل في كافة شؤون حياتنا، فهل توقظنا هذه الأزمة المالية العالمية ونعود إلى القرآن؟